باحث في العلاقات الدولية: تصريحات السيسي رسالة لتركيا لوقف تدخلاتها بالشرق الأوسط
إسطنبول – نورث برس
قال باحث في العلاقات الدولية، السبت، إن تصريحات الرئيس المصري الأخيرة حول ليبيا تحمل إشارة ضمنية لتركيا في سبيل وقف تدخلاتها في الشرق الأوسط.
ووجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء الماضي، رسالة شديدة اللهجة لتركيا بخصوص ليبيا.
وقال السيسي إن “مصر عازمة على تطهير ليبيا من التنظيمات الإرهابية والميليشيات، ووقف التدخل السافر من بعض الأطراف الإقليمية.”
وأشار إلى أن تلك الأطراف “عمدت إلى جلب المقاتلين الأجانب إلى ليبيا، تحقيقاً لأطماع معروفة وأوهام استعمارية ولّى عهدها”، في إشارة إلى تركيا.
وجاء كلام السيسي في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ/75/، وشارك فيها عن طريق الفيديو عن بُعد.
وأضاف السيسي أن “تداعيات الأزمة لا تقتصر على الداخل الليبي، لكنها تؤثر على أمن دول الجوار والاستقرار الدولي.”
وقال محمود أبو الحوش، وهو باحث في العلاقات الدولية ويقيم في مصر، لنورث برس، إن “ما يقصده الرئيس السيسي بتلك التصريحات هو الطرف الخارجي أي تركيا التي تدعم حكومة الوفاق.”
وأشار إلى أنه إضافةً لليبيا، تأتي تلك التصريحات في سياق تطورات ملف شرقي المتوسط.
وأضاف “أبو الحوش” أن “هذه الملفات ذات أهمية كبيرة بالنسبة لمصر التي تسعى للدفاع عن أمنها القومي من خلال عدم تدخل أي طرف خارجي بالدول المجاورة لها.”
وقال إن مصر ترى في التدخلات التركية في ليبيا وشرقي المتوسط، تهديداً لأمنها القومي، “وعليه توجه تلك التصريحات والانتقادات للتصرفات التركية.”
وتشهد منطقة شرقي المتوسط تطورات متلاحقة وسط التعنّت التركي الذي أشعل سخط الاتحاد الأوروبي الذي تدخل لصالح اليونان ضد تركيا.
وأدى السخط الأوروبي لجعل تركيا تتراجع في حدة تصريحاتها ولهجتها التي كانت تحمل تهديدات ضمنية لليونان خاصةً وأوروبا عامةً.
وفيما يتعلق بوجهة النظر التركية لتصريحات السيسي، رأى مصطفى آغا أوغلو، وهو محلل سياسي تركي، أن مصر لا تملك القدرة السياسية والاقتصادية لفتح معركة في ليبيا.
وأشار في حديثٍ لنورث برس، إلى “وجود دور خفي يُراد للسيسي أن يتورط في معارك ليبيا وسيقتصر دعمه على اللوجستي وتسليح بعض المتمرّدين.”
ورأى أنه في حال حصول ذلك فستقتصر عملياته على تأمين الشريط الحدودي المصري مع ليبيا “خشية تسرّب بعض مقاتلي السرّاج ووصولهم إلى الحدود المصرية.”
وفي التاسع من الشهر الجاري، هاجم وزير الخارجية المصري، سامح شكري، تركيا، معتبراً أنها تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا وفي المنطقة بأكملها.
وأشار حينها إلى أن “تركيا تريد استنساخ التجربة السورية في ليبيا.”