بومبيو: واشنطن قلقة للغاية من التحركات التركية شرقي المتوسط

قامشلي – نورث برس

أعرب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال زيارته لقبرص، أمس السبت، عن قلق الولايات المتحدة من التحركات التركية شرقي المتوسط.

وطالب بومبيو تركيا بوقف الأنشطة التي تُثير توتراً في شرقي المتوسط، ودعا جميع الأطراف إلى دعم السبل الدبلوماسية.

ونشرت تركيا، الشهر الماضي، سفينة استكشافية مدعومة بفرقاطات عسكرية، في شرقي المتوسط، للتنقيب عن الغاز والنفط.

وردّت اليونان بإجراء تدريبات عسكرية بحرية.

قلق أميركي

وقال بومبيو للصحافيّين في نيقوسيا: “ما زلنا نشعر بقلق عميق من عمليات الاستكشاف التي تقوم بها تركيا في مناطق تؤكد اليونان وقبرص أنها تخضع لسلطتهما في شرقي المتوسط.”

وجاء كلام بومبيو بعد اجتماع مع رئيس جمهورية قبرص، نيكوس أناستاسيادس، ووزير الخارجيّة، نيكوس خريستودوليدس.

وأضاف بومبيو أن التوتر العسكري المتزايد لا يساعد أحداً سوى “الخصوم” الذين يرغبون في رؤية الانقسام في وحدة دول الحلف الأطلسي، على حدِّ قوله.

واليونان وتركيا عضوان في حلف شمال الأطلسي.

وشدد وزير الخارجية الأميركي على أن الشراكة الإقليميّة “ضروريّة للغاية لأمن الطاقة الدائم.”

وتنقسم جزيرة قبرص الواقعة في البحر المتوسط، بين جمهورية قبرص المُعتَرف بها دولياً والعضو في الاتحاد الأوروبي في الجنوب، والجزء الشمالي الموالي لتركيا والتي لا تعترف بها أي جهة دولية عدا تركيا.

وقال بومبيو إن “دول المنطقة بحاجة إلى حلّ الخلافات، بما في ذلك تلك المتعلّقة بالأمن وموارد الطاقة والقضايا البحرية، بطرق دبلوماسية وسلمية.”

وأوضح وزير الخارجية أن زيارته لقبرص تأتي استكمالاً لاتصالات هاتفية أجراها الرئيس الأميركي مع نظيره التركي ورئيس الوزراء اليوناني.

وقال رئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسوتاكيس: “نأمل أن يكون هناك حوار حقيقي ونأمل في سحب العتاد العسكري.”

ورحّب رئيس جمهورية قبرص، نيكوس أناستاسيادس، بـ”الموقف الحازم للولايات المتحدة بشأن إدانة عمليات التنقيب التركية غير القانونية داخل المنطقة الاقتصادية ]القبرصيّة[ الخالصة.”

وقال إنّ “الأنشطة غير القانونيّة” لتركيا “يجب أن تتوقف على الفور.”

وأوضح أنه أكّد دعم قبرص لحلّ النزاعات في شرقي البحر المتوسط عبر الحوار.

وجاءت زيارة بومبيو لنيقوسيا بعدما أعلنت الولايات المتّحدة أنّها رفعت جزئياً ولمدة عام واحد الحظر الذي تفرضه منذ أكثر من ثلاثين عاماً على بيع قبرص معدات عسكرية “غير قاتلة.”

وأثار الرفع الجزئي للحظر “غضب أنقرة.”

وتصاعد الخلاف بين اليونان وتركيا في العاشر من آب/أغسطس الماضي، حين أرسلت تركيا سفينة لاستكشاف الغاز الطبيعي وسفناً حربية إلى مناطق تطالب بها اليونان وتعتبرها أنقرة تابعةً لها.

مناورات بحرية

وندّدت قبرص، أمس السبت، بإعلان تركيا إجراء مناورة بحرية بالذخيرة الحية قبالة ساحل الجزيرة الشمالي.

وأعلنت تركيا، الجمعة، عن تدريبات على إطلاق النار قبالة ساحل صدر أعظم كوي، في شمال قبرص بين يومي السبت والاثنين، على الرغم من تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليها.

ووصف مركز تنسيق الإنقاذ المشترك في قبرص، والتابع لوزارة الدفاع، ليل الجمعة-السبت، تحرك تركيا بأنه “غير قانوني” لأنه “ينتهك سيادة جمهورية قبرص وحقوقها السيادية.”

وأعلن الحرس الوطني القبرصي-اليوناني، أمس السبت، أنه سيشارك في مناورات تدريبية مشتركة مع القوات الأميركية.

وقال إن “سفينتي نقل متوسطتين تابعتين للقوات البحرية الأميركية الخاصة موجودتان في قبرص للمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة.”

وستستمر هذه المناورات التي بدأت أمس السبت، حتى الـ/20/ من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، في “إطار العلاقات الثنائية بين جمهورية قبرص والولايات المتحدة.”

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أجرى زيارة قصيرة لقبرص، في الأيام الماضية، شدد فيها على العلاقات الوثيقة بين موسكو والجزيرة.

وأبدى لافروف استعداد موسكو للقيام بوساطة لتخفيف حدة التوتر بينها وبين تركيا في النزاع بشأن الحقوق البحرية والطاقة.

من جانبه، أعرب بومبيو خلال زيارته عن عدم ارتياح واشنطن من توقف سفن حربية روسية في الموانئ القبرصية.

وقال وزير الخارجية الأميركي: “نعلم أن جميع السفن العسكرية الروسية التي تتوقف في الموانئ القبرصية لا تقوم بمهام إنسانية في سوريا ونطلب من قبرص والرئيس مراعاة مخاوفنا.”

وكانت نيقوسيا قد شددت مراراً على أنها تقدّم تسهيلات للسفن الحربية الروسية لأسباب إنسانية، على حدِّ وصفها.

تحرير: معاذ الحمد