تقرير حقوقي: انتهاكات لا تنتهي… السجون التركية مقبرةٌ لمواطنيها
القاهرة – (نورث برس) وصفت مؤسسة ماعت الحقوقية، أمس السبت، السجون التركية، بأنها “مقبرةٌ للمواطنين”، راصدةً “انتهاكات لا تنتهي بتلك السجون”.
ودانت المؤسسة، وهي عضو مراقب بمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، في تقريرٍ حصلت “نورث برس” على نسخة منه، وفاة المحامية الكردية، أبرو تيمتيك (42 عاماً) داخل أحد مشافي إسطنبول.
وتوفيت تيمتيك، بعد إضراب طويل عن الطعام دام /238/ يوماً في السجون التركية احتجاجاً على الحكم بإدانتها بتهم مرتبطة بـ”الإرهاب”.
وكانت محكمة تركية قد حكمت العام الماضي على “تيمتيك” وزميلها آيتاج أونسال بالسجن أكثر من /13/ عاماً، الأمر الذي جعلهما يدخلان في إضراب عن الطعام منذ نيسان/أبريل الماضي، لدعم مطلبهما بإجراء محاكمات عادلة وتطبيق العدالة في تركيا.
وكان المحاميان قد تعهدا بمواصلة الإضراب عن الطعام حتى إن أفضى إلى الموت.
وقال أصدقائها إنها كانت تزن /30/ كيلو غراماً فقط، وقت وفاتها مساء الخميس.
وقد أطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع أثناء مراسم دفن “تيمتيك”، وطاردت مئات المشيعين.
وقال أيمن عقيل، رئيس مؤسسة “ماعت”، في التقرير، إن وفاة المحامية أبرو تيمتيك يشكِّل “دليل إدانة إضافي على مدى استهتار المسؤولين عن إنفاذ القانون في تركيا بحياة المواطنين وسيادة القانون، وتفشي النزعات الانتقامية ضدَّ كلِّ من يعارض النظام التركي من مختلف الفئات والأعمار”.
وأشار إلى أنه “يقدِّم برهاناً جديداً على مدى تردي أوضاع السجون التركية ونقص الرعاية الصحية فيها”.
وأضاف “عقيل” أن واقعة وفاة “تيمتيك” لن تكون الأخيرة في السجون التركية، طالما أصرّت السلطات التركية على تجاهل الدعوات الحقوقية الوطنية والدولية والأممية بالإفراج عن السجناء السياسيين والمعارضين للنظام التركي، وخاصةً المهدَدين بالإهمال الطبي.
وقال إنه يخشى على المحامي آيتاج أونسال، زميل “تيمتيك”، من أن يلقى المصير ذاته.
من جانبه، قال شريف عبد الحميد، مدير وحدة الأبحاث والدراسات بمؤسسة “ماعت”، إن واقعة وفاة “تيمتيك” لا تشكِّل استثناءً، بل تجسّد نمطاً سائداً في معظم السجون التركية، بل وفي إدارة ملف العدالة في تركيا بشكل عام خلال السنوات الأربع الأخيرة، منذ محاولة الانقلاب في الـ/15/ تموز/يوليو عام 2016، على حدِّ قوله.
وطالب “عبد الحميد” الأمم المتحدة بضرورة فتح تحقيق جاد ومستقل في وقائع الوفاة التي شهدتها السجون التركية خلال الفترة الأخيرة.
كما دعا الخبراء الأمميين إلى تفقد أوضاع السجون في تركيا والوقوف على أوضاعها بعد التزايد المخيف في حالات الوفاة المقترنة بالإهمال الطبي في السجون.