مصدر طبي خاص: إسطنبول تعج بمرضى كورونا والأمور شبه خارجة عن السيطرة
إسطنبول ـ نورث برس
حذّر طبيب تركي عامل في إحدى المشافي بمدينة إسطنبول، السبت، من تفشّي فيروس كورونا بصورة ملحوظة داخل المدينة وسط عجز الحكومة التركية عن ضبط انتشار المرض.
وقال الطبيب محمد دمير، العامل في قسم الإسعاف بمشفى “بيليك دوزو”، لـ”نورث برس”، إن “فيروس كورونا منتشر بشكل كبير وتحديداً داخل مدينة إسطنبول، وأن الأمور باتت شبه خارجة عن السيطرة”.
وأضاف أنه “يُمنَعُ على الإعلام الدخول إلى المشفى وإجراء المقابلات، فهناك خطوط حمراء وتعليمات مشددة بهذا الخصوص”.
وتحاول وزارة الصحة التركية إخفاء عدد الحالات الحقيقية، حسب ما يرى مراقبون، وتنفي اكتظاظ المشافي بمرضى كورونا، وهذا ما جاء على لسان وزير الصحة، فخر الدين قوجة، الذي قال إن “ما يشاع من ادعاءات حول امتلاء المشافي في بعض المدن التركية، عارية عن الصحة”، إلا أن مصادر طبية تفيد بعكس ذلك.
وقال الطبيب “دمير” إنه “للأسف، مشفى بيليك دوزو فقط يستقبل يومياً /50/ إلى /70/ حالة كورونا، والوضع سيء للغاية، ومعظم الإصابات لأشخاص كبار في السن إضافة لإصابات بين الأطفال”.
وأعلن وزير الصحة التركي، مساء أمس الجمعة، أن عدد الحالات وصلت إلى /238/ ألفاً و/450/ حالة، وأن حالات الوفاة وصلت إلى /5813/ حالة.
وأوضح “دمير” أنه “لم يعد بالإمكان استقبال المزيد من المرضى، حيث بات المريض يبقى لدينا مدة /5/ أو /6/ أيام ومن ثم يتم إخراجه ليتلقى العلاج في منزله ويحجر على نفسه مدة /14/ يوماً”.
وأشار إلى أنه “يومياً نستقبل عائلات يتراوح أفرادها بين /4/ أو /5/ أشخاص من بينهم سوريين، وجميعهم يصابون بالفيروس جراء العدوى”.
وأضاف أن “المشفى اليوم بات مخصصاً للحالات التي تعاني بشكل كبير جداً من أعراض الفيروس، أما الحالات الأولية فيتم فحصها وإرسالها لمنزلها للحجر الصحي”.
وعن نصيحته للقاطنين في مدينة إسطنبول، وخاصة من السوريين، قال الطبيب “دمير” إنه “ينصح فقط بعدم الاختلاط، ويحذّر من أن إسطنبول تنتشر فيها حالات الإصابة بكورونا بشكل كبير جداً”.
وأشار “دمير” إلى أن “80 % من الحالات في إسطنبول تحمل الفيروس ولكنها لا تشعر بالمرض، وتنقل العدوى للمحيطين بها”.
ونفذت وزارة الداخلية التركية خلال اليومين الماضيين، حملة تفتيش واسعة داخل مدينة إسطنبول، واستنفرت عناصرها وفرقها الأمنية من أجل ضبط المخالفين لارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، حيث تُعدُّ تلك الحملة هي الأضخم منذ تاريخ انتشار الفيروس في تركيا في آذار/مارس الماضي، الأمر الذي يؤكد صحة المخاوف من خروج الأمور عن السيطرة في المدينة بالنسبة لتفشي الفيروس.
وفي ردٍّ منه على سؤال حول السبب وراء عدم اتخاذ الحكومة التركية قراراً بعزل المدينة صحياً لحين القضاء على الفيروس، قال الطبيب “دمير” إنه “من الأفضل فعل ذلك وعزل المدينة لمدة /3/ أو /4/ أسابيع خاصةً أن هناك بؤر للعدوى في المدينة لا يمكن السيطرة عليها، لكن هذا الأمر له تداعيات اقتصادية خاصة على القطاع الخاص، فمن سيدفع لهم في حال أصبحوا بلا عمل، إضافةً للمخاوف من انتشار السرقة والجريمة بسبب ذلك”.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العاشر من أيار/مايو الماضي، عن تحويل مشفيين خاصين بكورونا في إسطنبول للسياحة العلاجية، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة لدى الشارع التركي، خاصة في ظل تفشّي الوباء وحاجة المدينة للمشافي خلال تلك الأزمة.