الجالية السورية في السويد.. وتداعيات مخاطر فيروس كورونا المستجد

السويد – ريم شمعون/ شربل حنو – نورث برس

 

يشكو لاجئون سوريون يقيمون في السويد من عدم فرض الحكومة السويدية أي إجراءات مشددة للوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد، بالإضافة لتعرضهم مؤخراً لفقدان أعمالهم أو عقوبات أخرى في حال أرادوا زيادة الحرص ولم يلتزموا بالقرارات الرسمية.

 

وقالت نورا توما (٣٤ عاماً)، وهي لاجئة سورية تقيم في مدينة سودرتاليا في السويد، إن انتشار المرض في الفترة الأخيرة يخيفها بسبب عدم وجود تشديد في الإجراءات الوقائية الرسمية وخاصة عدم صدور قرار بحظر التجول.

 

وأضافت " أكبر تجمع للسريان السوريين في السويد يوجد في مدينة سودرتاليا التي بدأ المرض ينتشر فيها، لكن الحكومة السويدية لم تفرض حظراً للتجول، ولم تغلق المحلات، وبقي الناس مجبرين على الالتزام بأعمالهم".

 

وتعد السويد من أولى الدول الأوربية التي منحت حق اللجوء السوريين بعد عام \2011\، وتعتبر الجالية السورية أكبر جالية في السويد حيث تمثل /1,7/ بالمئة من عدد سكان السويد، أي ما يقارب /189,860/ ألف مهاجر سوري يحمل الجنسية السويدية، حسب دراسة أجراها مركز الإحصاء السويدي في ديسمبر \2018\.

 

الاكتفاء بالتوجيهات

 

وقامت الحكومة السويدية ببعض الإجراءات البسيطة، مقارنةً بغيرها من الدول الأوربية، كمنع التجمع لأكثر من \50\ شخص في مكان واحد، ونصحت مواطنيها بتجنب الذهاب للأمكنة العامة والمزدحمة كالمطاعم والأسواق، لكنها لم تفرض أي قيود رسمية لمنع ذلك، بل اكتفت بتقديم النصائح، كما بقيت المدارس مفتوحة وعلى الطلاب الالتزام بدوامهم أو سيحرمون من الراتب الشهري الذي تقدمه الحكومة لهم، بحسب توما.

 

لكن توما تستدرك "أنا أم لطفلين (فتاة بعمر السابعة وطفل يبلغ /13/ عاماً)،لا أستطيع المجازفة بإرسال أطفالي إلى المدرسة، ولكن مسؤولي المركز الاجتماعي (السوسيال)، يقومون بزيارة منازلنا، كأنهم لا يدركون خطورة الوضع، فهم يعتبرون عدم ذهاب الأطفال إلى المدرسة هومشكلة تتعلق بتصرف خاطئ العائلة، أي يرون أن السبب هو ضغط من الأهل على الطفل بتركه في المنزل ومنعه من إتمام تعليمه".

 

وتعتبر دولة السويد صارمة بقوانينها فيما يخص الأطفال، إذ تم تسجيل العديد من الحالات، التي تكفلت فيها الحكومة السويدية بتربية الأطفال، نتيجة العنف الجسدي أو اللفظي، أو نتيجة إكراه الأطفال على ما لا يرغبونه من قبل الأهل.

 

السورين بلا وظائف

 

 ومع إغلاق الحدود السويدية مع الدول المجاورة، ومنع حركة الطيران، بدأت الشركات السويدية عموماً بتقليل عدد العاملين فيها، نتيجة عدم قدرتها على تأمين رواتب الجميع بسبب قلة العمل وتوقف حركة الاستيراد والتصدير.

 

وقالت رنيا عزيز (٣١ عاماً)، وهي سورية لاجئة في السويد، إنها كانت موظفة في شركة تجميل في مدينة سودرتاليا قبل أن تفقد وظيفتها بسبب الإجراءات التي اتبعتها الشركات، " بسبب الظروف الراهنة، أخبرني مدير العمل أنّ الأفضلية ستكون للموظفين الأقدم، ولأنني حصلت على العقد مؤخراً، فقدت وظيفتي ".

 

ولم يكن فقدان البعض لوظائفهم هو التأثير الوحيد لإجراءات تخفيض أعداد العاملين، فقد تم تخفيض رواتب قسم آخر منهم، بحسب لاجئين سوريين تضرروا من تلك القرارات.

 وقال جان حنا (٣٥ عاماً)، لاجئ سوري وهو زوج رنيا، لـ"نورث برس"، "شركتي قامت بتخفيض راتبي وأنا رب أسرة، زوجتي الآن بدون عمل، ولا يتم تقديم رواتب للأطفال لأننا لا نستطيع المخاطرة بإرسالهم إلى المدارس، الوضع من سيء إلى أسوأ، لا ندري إلى متى سيستمر الحال، نتمنى أن تقوم الحكومة السويدية بإجراءات حقيقية لمنع انتشار هذا الفيروس كي نعود إلى حياتنا السابقة".

 

وأضاف حنا أن شركة "سكانيا السويدية"، التي يعمل بها (وهي شركة تصنيع الآليات الثقيلة كالشاحنات والحافلات الكبيرة) قد قامت بتقليل عدد موظفيها الذين كان يبلغ عددهم عشرة آلاف موظف، بسبب نقص العمل بها، فأخرجت الموظفين حديثي المباشرة جميعهم، وقامت بتخفيض أجور الموظفين المثبتين بنسبة 20%، بحسب ما أورده حنا.

 

وكانت منظمة العمل الدولية قد أعلنت، في بيان نشرته في السابع من شهر نيسان/ أبريل الجاري، أن هناك \195\ مليون وظيفة بدوام كامل مهددة بالإغلاق جراء تفشي فيروس كورونا في أنحاء العالم، متوقعة فقدان \25\ مليون وظيفة خلال العام الجاري 2020.

 

مستشفيات لا تستقبل المرضى

 

وفيما يخص المرضى في السويد، لا تقوم المستشفيات السويدية باستقبال أي حالة مشتبه بإصابتها بفيروس "كورونا"، بل تكتفي بتوجيه بعض النصائح بتعقيم اليدين بشكل مستمر، وتناول الخضروات وفيتامين سي ومسكن الآلام.

 

وتستغرب نورا توما من هذه الإجراءات بالمقارنة مع الدول الأخرى "بعض الأصدقاء الذين أعرفهم كان يشكون من أعراض كالتهاب الحلق والسعال الجاف وآلام المفاصل والعضلات، وعند وصولهم للمشفى يقومون بإعادتهم إلى المنزل لمجرد أن درجة حرارتهم لم تكن الدرجة المحددة للاشتباه بفيروس كورنا".

 

ووصل عدد الإصابات الإجمالية بفيروس "كورونا" في السويد بحسب هيئة الصحة السويدية، لـ\11,445\ إصابة، و\1033\ حالة وفاة، بينها \114\ حالة وفاة يوم أمس الثلاثاء.