تدشين أكبر مشروع غاز عالمي بين روسيا والصين وصراع على الهيمنة الاقتصادية مع الولايات المتحدة

NPA

 

دشّن اليوم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينغ بينغ أكبر مشروع اقتصادي ضخم، لأول أنبوب غاز يصل بين البلدين، في خطوة يراها اقتصاديون ومحللون سياسيون إنها تصعيد روسي – صيني، في وجه الهيمنة الاقتصادية الأمريكية للعالم.

 

وقال بوتين عن المشروع الذي أطلق عليه اسم "فورس أوف سايبيريا" أي قوة سيبيريا، في كلمة نقلها التلفزيون الروسي مخاطباً فيها دولة الصين، إنه "حدث تاريخي فعلاً، ليس فقط لسوق الطاقة العالمية لكن قبل كل شيء لكم ولنا، لروسيا والصين".

 

وأضاف أن المشروع "سيحمل التعاون الاستراتيجي الروسي الصيني إلى مستوى مختلف تماماً".

 

ويربط هذا المشروع حقول الغاز في سيبيريا الشرقية بالحدود الصينية على مسافة تمتدّ لأكثر من ألفي كيلومتر، وعلى المدى البعيد سيمتدّ الخطّ على مسافة تبلغ أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر.

 

ويهدف أول أنبوب غاز بين روسيا والصين لإشباع الحاجة الصينية الضخمة للطاقة، وكذلك ويرمز للشراكة الاستراتيجية بين بكين وموسكو، خصوصاً في مجال الطاقة.

 

ومن جهته قال الرئيس الصيني، إن تنمية العلاقات الصينية الروسية ستكون أولوية للسياسة الخارجية لكل من البلدين، وأضاف "إنه مشروع تاريخي.. يشكل نموذجاً للدمج العميق والتعاون المفيد بشكل متبادل بين بلدينا".

 

ووقّعت الشركة الروسية "غازبروم" في نهاية أيار/ مايو من عام 2014 مع شركة النفط الوطنية الصينية عقد شراء- بيع، لتوريد الغاز الروسي إلى الصين عبر الممر الشرقي لمدة /30/ عاماً حيث نص العقد على توريد /38/ مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.

 

ويرى اقتصاديون ومحللون سياسيون، أن تزايد العمل الاقتصادي المشترك بين روسيا والصين، يمثل تصعيد عالمي ومنافسة على الهيمنة الاقتصادية العالمية والتي تعلوها الولايات المتحدة.

 

وتسعى الصين لإقامة علاقات اقتصادية وسياسية متينة مع روسيا، جارتها القوية والغنية بالموارد النفطية، وحالياً يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين /108/ مليارات دولار.

 

كما أنه في حال تمكنت الصين من ربط أراضيها براً بروسيا الاتحادية، فيمكن أن توجه ضربة قوية للولايات المتحدة، خاصة أن البلدين ينظران إلى قوات حلف الناتو في بحر الصين الجنوبي وشرق أوروبا، كتحدٍ حقيقي لمصالحها في دول الجوار.

 

وبالرغم من أن توترات الولايات المتحدة والصين لا تظهران كثيراً في العلن، إلا أنهما في صراع على الهيمنة العالمية، فالولايات المتحدة تنظر إلى الصين كدولة متسلقة قامت على أكتاف الاتحاد السوفيتي وتسعى لبناء إمبراطوريتها، فضلاً عن تهديدها للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط بالتحالف مع الخصم التاريخي لواشنطن وهو روسيا.

 

بينما يرى القوميون الصينيون أن الولايات المتحدة الأمريكية تحجّم دور الصين، وتشجّع سراً التوتر بينها وبين جيرانها في محاولة منها لاحتواء الصعود الصيني.