سياسي ليبي لـ”نورث برس”: تركيا حاضنةٌ للإرهاب في العالم
NPA
يشارك عددٌ من البلدان ـ بينها تركيا ـ على دعم "حكومة السراج" المعترف بها دولياً, والتي تخوض حرباً أهليةً ضدّ الجيش الوطني الليبي الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر.
وبما أنّ ليبيا بلدٌ غنيٌ بالنفط وبمخزونات الغاز ويتاخم طُرقاً تجاريةً هامةً في البحر المتوسط، فإن ليبيا التي فقدت الاستقرار تجلب بسرعةٍ أطماع الفاعلين الدوليين, من بينهم تركيا.
حاضنةُ الإرهاب
وفي السياق يقول الدكتور محمد الزبيدي استاذ القانون الدولي والمحلّل السياسي الليبي لـ"نورث برس" إنّ تركيا "ضالعةٌ في دعم تنظيم الدولة الإسلامية في العالم". مضيفاً أنّ الاتراك "لا يتورعون عن الإعلان جهاراً أنهم يدعمون المجاميع الإرهابية ومجاميع الإسلام السياسي المختلف تنوعاتها وخاصةً تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية".
ويشير إلى أنّ تركيا هي "حاضنةُ الإرهاب في العالم, وثبت ذلك بالدليل القطعي عندما كان يتاجر ابن أردوغان مع الدولة الإسلامية في تهريب النفط السوري".
ويردف الزبيدي أنّ أردوغان قد أعلن في مؤتمر "أوساكا" للدول الصناعية، بأنّه "يدعم الميليشيات في ليبيا لخلق توازنٍ بينهم وبين القوات المسلّحة, إضافةً إلى الطيران المسيّر ذو الصناعة التركية، والذي تستخدمه الميليشيات, وسفن الموت التي تتقاطر على الموانئ الليبية المحمّلة بالأسلّحة والآليات ذات الصناعة التركية – الإسرائيلية المشتركة التي زودت بها السلطات التركية الميليشيات".
ويتابع: أنّ زعيم الإخوان المسلمين في ليبيا الدكتور علي الصلابي قال في تصريحٍ متلفز: "إنني ذهبت إلى أردوغان وطلبت منه دعم ذوي الأصول التركية في ليبيا، واستجاب لهذا النداء وأرسل إلينا السلاح والجنود والمال".
إحياء الإمبراطورية
في سياق حديثه لـ"نورث برس" يؤكّد الزبيدي أنّه "لم يتبقَ للأتراك سوى ليبيا بعد فشل المشروع الأردوغاني في إحياء الإمبراطورية العثمانية في سوريا ومصر والعراق وتونس, لذلك فإنهم يتشبثون بهذه المجاميع الإخوانية ذات الأصول التركية, حيث المجلس الرئاسي للميليشيات أغلبيتهم ينتمون عرقياً إلى الأتراك".
ويردف: "أنّ حجم الأموال التي حوّلت إلى الخزائن التركية كلها منهوبةٌ من ليبيا, حيث أنّهم يقومون بدعم هذه المجاميع الإرهابية بالسلاح والأفراد الذين يتم نقلهم من ادلب وشمال العراق وجنوب تركيا إلى المطارات الليبية لدعم الميليشيات التي تقاتل الجيش الليبي".
أعداءٌ عبر التاريخ
يقول الزبيدي إنّ "الاتراك عدوٌ تاريخي للأمة العربي والكردية والأرمنية, لكن عدائهم مع العرب مستفحلٌ وخاصةً أنّ تجربتنا في ليبيا قاسيةٌ حيث سلّم العثمانيين ليبيا لقمةً سائغةً للطليان سنة 1911". لافتاً إلى أنّ "أردوغان يتحالف مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي لتسليم ليبيا إلى الطليان من جديد بعد مئة سنةٍ من المؤامرة التي حاكها الاتراك ضدّ الليبيين".
أهدافٌ مشتركة
يلفت الزبيدي إلى أنّ بين ليبيا وسوريا أهدافٌ مشتركةٌ، ففي سوريا تحارب قوات سوريا الديمقراطية "الدولة الإسلامية"، وفي ليبيا القوات المسلّحة تواجه ذلك التنظيم، مؤكداً أنّ القيادة العامة للقوات المسلّحة العربية الليبية ترحب بأيّ تعاونٍ أو تواصلٍ مع "قسد" لأن الهدف المشترك والعدو مشترك.
وتابع: "بالنسبة للكرد فإن الأمر لا يُخفى على أحدٍ أنّ الاتراك يعملون على إبادتهم سواءً في منطقة كردستان جنوب تركيا أو في شمال سوريا أو شمال العراق وهذا الأمر لا يحتاج إلى عيونِ (زرقاء اليمامة) لكي تكتشفه لأن حجم تآمر الأتراك على الكرد واضحٌ وجليٌ, وسجن زعيمهم عبدالله اوجلان دليلٌ على ذلك.