باحث إسرائيلي: هناك يد واحدة تقف خلف تزايد الانفجارات في إيران
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
قال الباحث الإسرائيلي مردخاي كيدار، الأحد، إن تزايد وتيرة الانفجارات التي تطال محطات نووية في إيران على مدار الأيام الماضية، تشير إلى أن هناك يداً واحدة او اثنتين تقف وراء هذه الأحداث.
وأشار كيدار في حديث لـ"نورث برس" إلى أن إيران لم تشهد هذا النوع من الأحداث بهذه الوتيرة من قبل، منوهاً أن هناك أحداثاً مشابهة أخرى تتكتّم عليها إيران.
وتراقب إسرائيل عن كثب التفجيرات الحاصلة في إيران، وكان أحدثها اندلاع حريق في محطة "مدحج زرغان" للغاز في مدينة الأحواز جنوب غرب إيران، أمس السبت.
وقال رئيس دائرة الإطفاء في المحافظة إبراهيم قنبري، إن الحريق في المحطة وقع نتيجة انفجار أحد محولات الكهرباء فيها.
وهذا هو الحادث الرابع على الأراضي الإيرانية خلال أسبوع إذ سبقه انفجار مخازن غاز في موقع بارشين العسكري قرب مقر وزارة الدفاع الأسبوع الماضي تلاه انفجار وقع الثلاثاء داخل مشفى في مدينة طهران أدّى إلى مقتل /19/ شخصاً، ثم انفجار آخر الخميس، في مبنى تابع لمحطة نطنز النووية.
وكشف مصدر أمني إسرائيلي، لـ"نورث برس"، أن هناك تقديرات أن بعض العمليات التي أحبطت المحاولات النووية الإيرانية قد جرت عبر حرب "السايبر" من خلال اختراق أنظمتها التكنولوجية عن بُعد.
لكن ما حدث عن نطنز، الخميس، كان ناتجاً عن عبوة ناسفة، وأن من وضعها كان يعلم بالضبط ماهية المصنع الخاص بإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة.
وأوضح المصدر أن إيران وأسرارها باتت مكشوفة، خاصة وأن وثائق الأرشيف الخاص بالمشروع النووي الإيراني قد ساعد في تعقب المحاولات اللاحقة في هذا المضمار، "المشروع النووي الإيراني مكشوف ونبذل المساعي الاستخبارية للحصول على المعلومات الجديدة ونُعدّ العدة لمعالجتها".
ويبين المصدر أن الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى عام 2015 أتاح لها فرصة امتلاك /300/ كيلوغرام من اليورانيوم مع إمكانية تخصيبه لدواعٍ مدنية بنسبة لا تزيد عن الأربعة بالمئة.
وبعد انسحاب أمريكيا من هذا الاتفاق، حصلت إيران على /900/ كيلوغرام من اليورانيوم وتمكنت من تجاوز العديد من عتبات تخصيب اليورانيوم بنسب إضافية.
وأشار إلى أن تخصيب هذه الكمية بنسب تصل تدريجياً إلى أعلى من تسعين بالمئة يعني تمكن إيران من صناعة قنبلة نووية واحد على الأقل.
بيدَ أن المصدر الأمني الإسرائيلي أوضح لـ"نورث برس" أن إيران تسعى جاهدة لإعلاء نسبة التخصيب تدريجياً، بحيث تجاوزت عتبة الأربعة بالمئة ثم بالعشرينات بالمئة، ثم /37/ بالمئة، على أمل إعلاء النسبة أكثر فأكثر من خلال الاعتماد على أجهزة طرد مركزي متطورة قادرة على تسريع نسبة التخصيب.
وكشف المصدر عن تدمير /80/ بالمئة من قوة الإنتاج الإيرانية لأجهزة الطرد المركزي عبر تفجير مصنع "نطنز"، الخميس الماضي.
وأشار إلى أن المصنع كان مخصصاً لإنتاج أجهزة طرد جديدة ومتقدمة، غير أنّه تم تفجير المصنع الذي كان من المقرر أن يصنع تلك الأجهزة.
وأوضح المصدر أن إيران بحاجة إلى عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي المطورة للإسراع في المشروع النووي من خلال تخصيب اليورانيوم، لكنّ تفجير مصنع "نطنز" أعاد جهود إيران في هذا المضمار إلى ما بين ستة أشهر وسنة إلى الوراء.
وحول آلية إنتاج القنبلة النووية، يشير المصدر إلى أن اليورانيوم يفجر نفسه بنفسه؛ إذ أنّ عملية انفجار القنبلة النووية تمر بعدة مراحل؛ فبعد التفجير الخارجي للقنبلة التي تحتوي على عشرة كيلو غرام من اليورانيوم المخصب بصورة عالية، تقوم مادة اليورانيوم بتفجير نفسها على أجزاء، حيث أن كل جزء يفجر نفسه، ثم الذي يليه بطريقة متسلسلة في غضون لحظة زمنية سريعة جداً لا نشعر بها.
وينتقد المصدر طريقة الرقابة الدولية للمشروع النووي الإيراني، مبيناً أن الاتفاق النووي عام 2015، نصّ على إنذار إيران قبل /35/ يوماً من إجراء فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة للمنشآت النووية الإيرانية، ما يعني أن طهران تكون خلال هذه المدة قد أخفت ونقلت كل شيء.