أكاديمي ليبي: الليبيون يدافعون عن بلدهم ضد "الاحتلال" التركي والتوسع العثماني

اسطنبول ـ القاهرة ـ نورث برس

 

قال أكاديمي ليبي إن الليبيين يدافعون اليوم عن بلدهم في وجه مشروع عثماني تركي توسعي، مشيراً إلى أن تركيا لم تعد تأبه بقرارات مجلس الأمن ولا حتى بالقانون الدولي.

 

كلام الدكتور "محمد الزبيدي"، أستاذ القانون الدولي في جامعة طرابلس الليبية والمقيم حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، جاء في تصريحات خاصة لـ"نورث برس" تحدث خلالها عن الانتهاكات التي تمارسها تركيا بحق الليبيين، وأن الهدف التركي هو التوسع على حساب الشعوب الضعيفة.

 

وقال "الزبيدي"، إن "الأتراك لم يعودوا يأبهوا بالقانون الدولي أو بالعلاقات الدولية وقرارات مجلس الأمن، وأرسلوا المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب ميليشيات فايز السراج (مترأس ما تسمى حكومة الوفاق الوطني الليبيبة)، وتنظيم (داعش)، والقاعدة الموجودة في طرابلس".

 

وأشار "الزبيدي" إلى أن "عدداً من المرتزقة السوريين تم أسرهم مؤخراً بما في ذلك أحد قادة تنظيم (داعش)، فالأتراك يجندون المرتزقة السوريين وخاصة من ذوي الأصول التركمانية من شمال سوريا، ويتم إرسالهم للقتال في صفوف الميليشيات في طرابلس، وقد وصل عدد القتلى في صفوف هؤلاء المرتزقة إلى قرابة /10/ آلاف مرتزق".

 

وتحدث "الزبيدي" عن الانتهاكات التي يمارسها الطيران المسير التركي بحق المدنيين وقال، إن "الطيران المسير التركي ارتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية، من استهدفت المدنيين، وسيارات الإسعاف، وسيارات نقل البضائع والسلع، إضافة لاستهداف وسائل النقل العامة بين منطقة أخرى".

 

ومع احتدام الصراع الدائر في ليبيا، أو ضح "الزبيدي" أن "ما يجري في ليبيا هو دفاع الليبيين عن أرضهم ضد الاحتلال التركي، فالأتراك احتلوا ليبيا لمدة /4/ قرون من عام 1511 إلى عام 1911، وعندما خرجوا سلموا ليبيا للطليان باتفاقية لوزان".

 

وتابع أنه "خلال /4/ قرون من الاستعمار التركي لم يترك الأتراك أي أثر سوى القلاع العسكرية فقط، أما مشاريع تنموية أو حضارية على الأرض لم تكن موجودة، والآن أردوغان يقول إن اتفاقية لوزان 1923 مدتها /100/ سنة تنتهي في 2023، ولذلك سنعود لكل المستعمرات العثمانية السابقة".

 

وأضاف أن "هذه نظريتهم وهذا توجههم وهذه أفكارهم، يريدون السيطرة على كردستان والموصل وليبيا وعلى كل المناطق التي كانت خاضعة للهيمنة العثمانية، وهم يريدون العودة بعجلة التاريخ للوراء والحلم بزمن الإمبراطورية العثمانية والاحتلال السابق".

 

وحذر "الزبيدي" من أن هذا الفكر الذي تنادي به تركيا "سيفتح باب صراعات جديدة، فلو سلمنا بهذا الأمر فسيكون بإمكان بريطانيا أن تطالب بالهند من جديد وعودة درة التاج البريطاني، والفرنسيون يعودون إلى مستعمراتهم في إفريقيا، والبرتغاليين والإسبان وغيرهم من الدول".

 

وختم "الزبيدي" بالقول إن "أردوغان يتحدث بلغة هتلر من نظرية المجال الحيوي والتوسع على حساب الدول الصغيرة والشعوب الضعيفة، فالآن الليبيين في مواجهة مشروع توسعي عثماني جديد بالإضافة إلى محاربتهم للإرهاب، وهذه مسألة حياة أو موت، وكل الليبيين يصطفون وراء القوات المسلحة من أجل بلوغ هذا الهدف، وهو القضاء على الوجود التركي في ليبيا".

 

ومؤخراً صعدت تركيا من تدخلها العسكري إلى جانب قوات ما تسمى "حكومة الوفاق الوطني" الليبية، من خلال تزويدها بالطيران المسير إضافة لمرتزقة سوريين تم تجنيدهم وزجهم للقتال في ليبيا مقابل إغرائهم بمبالغ مالية تتراوح بين (1000 و2000) دولار أمريكي، بحسب مراقبين.