تسريبات عن دعم روسي جديد لحفتر.. وباحثون يُبيّنون كيف سيغير المعادلة
نورث برس
يشهد الملف الليبي تطورات متلاحقة عنوانها الأبرز، تسريبات عن استقدام روسيا لطائرات حربية من أجل دعم قوات الجنرال "خليفة حفتر" ضد القوات الأخرى المدعومة من تركيا والمتمثلة بـ"حكومة الوفاق الوطني الليبية" والتي يرأسها فايز السراج.
وكانت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، رصدت إرسال موسكو مقاتلات حربية إلى ليبيا لدعم المقاتلين الروس الذين يقاتلون إلى جانب "حفتر".
وأشارت "أفريكوم" في بيان لها قبل أيام، إلى أن المقاتلات الروسية غادرت قاعدة في روسيا ثم توقفت أولاً في سوريا (قاعدة حميميم)، قبل توجهها إلى ليبيا.
ورأى مراقبون أنه بعد التسريبات التي تفيد بوصول طائرات مقاتلة روسية إلى ليبيا "ربما نشهد مواجهة من نوع آخر، خاصة بين الطرفين الروسي والتركي".
حرب الوكالة
وتعليقاً على ذلك قال الباحث في الشأن الروسي "سامر الياس" لـ"نورث برس"، إن "الحرب بالوكالة بين الجانب الروسي والتركي التي كانت موجودة في سوريا انتقلت حالياً إلى الساحة الليبية، وهناك تصادم كبير يتوقع حدوثه بين الجانبين في ليبيا حيث أن كلاً منهما يدعم طرفين مختلفين في هذه المعركة".
وأضاف "الياس" أنه حتى الآن الدعم الروسي يبدو أنه لم يكن مؤثراً بشكل كبير على تقدم قوات حكومة الوفاق المدعومة من قبل تركيا، وسط تراجع واضح لقوات خليفة حفتر المدعومة من روسيا والجانب المصري".
وأشار "الياس" إلى أن "التطورات يمكن أن تكون عبر استخدام الطائرات الروسية من المطارات المصرية في المنطقة الغربية، فهناك اتفاق واضح بين الجانبين الروسي والمصري بالسماح لليبيا باستخدام بعض المطارات في منطقة الواحات الغربية ومنها يمكن أن تستهدف مواقع الجيش التابع لحكومة الوفاق لتغيير موازين القوى على الأرض".
ورغم أن روسيا نفت صحة تلك التسريبات مشيرة وعلى لسان نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي "فلاديمير جباروف"، الذي أكد، الأربعاء الماضي، أن "هذه الاتهامات مجردة من الحقيقة وما أشيع بهذا الشأن ليس إلا محاولة للتشهير بروسيا على المستوى العالمي"، إلا أن مراقبين اعتبروا أنه لا يمكن تجاهل التواجد الروسي في ليبيا والذي يشكل بحد ذاته هاجساً مقلقاً بالنسبة لتركيا.
وفي هذا الصدد قال الباحث السياسي المصري "محمود أبو حوش" لـ "نورث برس"، إنه " لا يمكننا التغاضي عن الوجود الروسي الكثيف في ليبيا لاسيما في وجود بعض الشركات الخاصة الروسية مثل "فاغنر"، وهذا التواجد دون شك يشكل هاجساً أساسياً سوء لتركيا التي زرعت تواجدها بميليشيات مسلحة، والغرب".
وأضاف "أبو حوش" أنه بالنسبة لتركيا "فهدف التواجد الروسي هو خلق سيناريو سوريا في ليبيا والإضرار بالمصالح التركية في المتوسط قدر الإمكان وخلق أوراق سياسية بين موسكو وأنقرة".
وتابع، أما عن الغرب فكما صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس الأربعاء، إن الوضع في ليبيا مقلق للغاية وحذر من أن السيناريو السوري يتكرر هناك، "فإن هاجس الغرب يكمن في الخوف من التوغل الروسي في ليبيا كحالة سوريا مما يضعف من الدور الغربي كما هو في سوريا".
ورأى "أبو حوش" أن "الدور الروسي ومن دون أدنى شك سيغير من موازين المعركة بالأخص إذا ما ظهر فيما يلي حقيقة إرساله هذه الطائرات الروسية الي ليبيا".
وأضاف "أبوحوش" أن حالة الاستنفار التي أعلن عنها الجيش الليبي مؤخراً تأتي إثر التقدم الذي أحرزته حكومة الوفاق المدعومة من الميليشيات التي أرسلتها تركيا إلى ليبيا، "لكن للموضوعية لاشك أن دخول الطرف التركي إلى جانب حكومة الوفاق غيَّر من طبيعة المعادلة السياسية والعسكرية في ليبيا، وهذا ربما ما دفع حفتر بالاعتماد بشكل تدريجي على الدعم الروسي".
وتعمل تركيا على تأجيج الصراع الدائر في ليبيا من خلال إرسال المرتزقة وتسخير الطيران المسير لصالح المجموعات التي تقاتل قوات "خليفة حفتر"، وكل ذلك سعيا وراء مصالحها الاقتصادية والسياسية وإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا على غرار تواجدها العسكري والاقتصادي في الشمال السوري، حسب مراقبين.