مصدر دبلوماسي إسرائيلي: أنقرة رفضت تحسين العلاقات السياسية مع تل أبيب علناً
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي لـ"نورث برس"، الأربعاء، إن أنقرة رفضت القبول بتحسين علني للعلاقات السياسية مع تل أبيب على ضوء تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة في هذا الوقت، "خشية أن يشكل لها ذلك حرجاً إذا ما أقدمت الأخيرة على فرض (السيادة) على الضفة الغربية".
وطالبت تركيا تأجيل التحسين السياسي للعلاقات إلى ما بعد تموز/ يوليو القادم، وهو الموعد المحدد لتنفيذ خطوة الضم الإسرائيلية لمناطق في الضفة الغربية.
وبحسب المصدر فإن العلاقات بين تركيا وإسرائيل قوية من الناحية الاقتصادية والأمنية، بالرغم من التوتر السياسي على خلفية القضية الفلسطينية. ولهذا شدد المصدر، على أن أنقرة تريد لهذه العلاقات أن تزداد قوة، ولكن تفضل أن تكون "السياسية" صامتة وبعيداً عن الإعلام "حتى تحفظ ماء وجهها بالنسبة لقضية فلسطين".
من جهته، قال المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان لـ"نورث برس" إنه يعتقد أن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة قد فتح الآمال على عهد جديد من العلاقات التركية-الإسرائيلية خاصة بعد مشاركة تحالف أزرق-أبيض برئاسة بني غانتس في الحكومة ومعه وزير الخارجية اشكنازي المعروف بمواقفه السياسية المرنة أكثر من نتنياهو لا سيما إزاء خطوة "الضم".
ووفق نيسان، فإن اشكنازي ضد فرض السيادة ويسعى لتحسين علاقات إسرائيل مع تركيا ودول عربية، بما يخدم مصالح الطرفين.
ويعتقد نيسان، أن العلاقات "السيئة" هي فقط شخصية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من كونها بين إسرائيل وتركيا.
وتطرق نيسان إلى مسألة هبوط طائرات "شحن" إسرائيلية على أرض تركيا خلال الأيام الماضية بعد مرور عشرة سنوات، معتبراً ذلك مؤشراً على فتح عهد جديد للعلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وأعرب نيسان عن أمله أن يخدم هذا مصالح الطرفين التركي والإسرائيلي، خاصة وأن غانتس سيترأس الحكومة بعد سنة ونصف السنة وهذا سيشكل عاملاً داعماً لتحسن العلاقات السياسية، بالرغم من أن العلاقات الاقتصادية والأمنية بين أنقرة وتل أبيب قوية جداً ومتطورة على الدوام.
وضج موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الأحد الماضي، بإعلان إسرائيل عن وصول طائرة شحن إسرائيلية إلى الأراضي التركية لأول مرة منذ /10/ سنوات، متسائلين عن سبب سماح السلطات التركية لتلك الطائرة بالوصول إلى اسطنبول رغم حالة القطيعة التي تدَّعيها تركيا في التعامل مع إسرائيل منذ سنوات.
وذكرت السفارة الإسرائيلية لدى تركيا عبر حسابها على موقع "تويتر" الأحد الماضي، أنه "لأول مرة منذ التوقف الذي دام /10/ سنوات، طائرة شحن حطت في اسطنبول هذا الصباح، ستساعد في التبادل التجاري بين البلدين للوصول إلى مستويات غير مسبوقة عبر تسيير رحلات بينهما".
وقال القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في العاصمة التركية أنقرة "روي جلعاد" على "تويتر"، إن "الطائرة تعتبر أول طائرة شحن مساعدات تصل إلى إسطنبول منذ أكثر من عشرة أعوام".
وتزامن وصول الطائرة الإسرائيلية إلى الأراضي التركية مع تصريحات من الرئيس رجب طيب أردوغان، بمناسبة عيد الفطر قال فيها إنه "لن نغض الطرف إزاء منح الأراضي الفلسطينية لأحد، وأود التأكيد مرة أخرى أن القدس خط أحمر بالنسبة لمسلمي العالم"، الأمر الذي لاقى هجوماً واسعاً وردود فعل غاضبة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
ورد مغردون على موقع "تويتر" على وصول الطائرة الإسرائيلية في وقت لم تعلق السلطات التركية على هذا الأمر، وقال بعضهم إنه "في كلمة أردوغان بمناسبة عيد الفطر، تحدث أردوغان عن قضية القدس وبأنها خط أحمر بالنسبة للمسلمين، وفي نفس اليوم تحدثت السفارة الإسرائيلية في تركيا عن وصول طائرة شحن إسرائيلية إلى مطار اسطنبول لنقل مساعدات طبية تركية لمواجهة فيروس كورونا".