نورث برس
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، أن بلاده ستبدأ تشغيل أول عنفة في سد "إليسو" جنوب شرقي تركيا، الأسبوع المقبل.
وقال أردوغان عقب اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء، "سنبدأ في تشغيل واحد من ستة محركات لسد إليسو، أحد أكبر مشروعات الري والطاقة في بلادنا"، في 19 من أيار/ مايو الجاري.
وتسبب السد، الذي وافقت عليه الحكومة التركية عام 1997، في تشريد نحو /80/ ألف شخص من /199/ قرية، وأثار قلق الحكومة في العراق الذي يخشى من تأثيره على إمدادات المياه لنهر دجلة، بحسب منظمات حقوقية.
وقال نشطاء في آب/ أغسطس الماضي، إن السلطات التركية بدأت بتعبئة خزان سد "إليسو" المثير للجدل، والذي ستغمر مياه بحيرته الاصطناعية مدينة "حسنكيف" الأثرية التي يعود تاريخها إلى /12/ ألف عام، ويعتبر مصدراً للتوتر مع العراق المجاور.
وقال رضوان أيهان، المتحدث باسم مجموعة من الناشطين تعارض بناء السد الواقع في جنوب شرقي تركيا: "لقد سدوا المنافذ داخل السد ومستوى المياه يرتفع"، وفقا لما ذكره لوكالة "فرانس برس".
وتكشف صور التقطتها أقمار اصطناعية بين 19 و29 تموز/ يوليو أن المياه بدأت بالارتفاع وتتجمع وراء السد المقام على نهر دجلة.
"شح المياه بالعراق"
من جهتها كانت الحكومة العراقية قالت في آب/ أغسطس، إن السد سيؤدي إلى شح المياه لدى العراق، لأنه سيقلل التدفق في أحد النهرين (دجلة والفرات) اللذين تعتمد عليهما البلاد في معظم احتياجاتها من الماء.
ويحصل العراق على نحو /70/% من إمداداته من المياه من الدول المجاورة، خاصة من خلال نهري دجلة والفرات عبر تركيا.
وذكرت في بيان إن مسؤولين عراقيين وأتراكاً ناقشوا الموارد المائية لنهري دجلة والفرات في بغداد، ليروا كيف يمكن تحقيق مصالح البلدين.
وتخشى بغداد أن يؤدي تجمع المياه في السد إلى انخفاض كمية مياه دجلة التي تدخل الأراضي العراقية، مع العلم أن العراق يعاني أصلا من نقص في المياه.
مفاوضات حول مياه دجلة
ويتخذ بناء سد "إليسو" بعداً جيوسياسياً أيضاً، لأنه يدخل في إطار مفاوضات حساسة بين تركيا والعراق بشأن مياه نهر دجلة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد ذكر العام الماضي، أن بلاده ستبدأ في ملء خزان السد في حزيران/يونيو، أي بعد عام من قيامها باحتجاز الماء لفترة وجيزة خلف السد.
وكانت تركيا قد أوقفت احتجاز المياه في ذلك الوقت بعد شكاوى عراقية من انخفاض التدفقات المائية في منتصف الصيف.