مسؤول ليبي لـ "نورث برس": سيناريو “سوريا المتوسط” يلاحق ليبيا بعد التدخل التركي
محمد أبوزيد- نورث برس
قال مسؤول ليبي، إن التدخل العسكري التركي في ليبيا "يسفر عن تداعيات كارثية على ليبيا ومحيطها الإقليمي"، محذراً من مغبة ذلك التدخل الذي يُزكي الصراع العسكري والسياسي داخل ليبيا، ويُمهد لـ"أزمة إنسانية كبرى في ليبيا" على غرار "السيناريو السوري".
وأوضح مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد حمزة، في تصريحات خاصة لـ "نورث برس" عبر الهاتف، إن "الدور التركي في ليبيا بدأ صراحة منذ أحداث شباط/فبراير 2011 وتصاعدت وتيرته في السنوات الأخيرة، بخاصة منذ العام 2014 وحتى اللحظة الحالية التي كشفت فيها تركيا عن أوراقها بصورة مباشرة".
واستطرد: "كما نعلم، فهناك روابط عديدة وأسباب ودوافع مختلفة تدفع أنقرة للتدخل في ليبيا، كغيرها من القوى الدولية والإقليمية المتدخلة في الشأن الليبي، والتي تهدف في المقام الأول إلى مصلحتها الاستراتيجية والقومية فقط (..) الجانب التركي الذي بات يعلن صراحة وبشكل مباشر عن تدخله بناءً على طلب حكومة الوفاق أو بناءً على المبررات التي ساقتها الحكومة التركية بأن التدخل يحفظ مصالحها وحقوقها في ليبيا، يكشف بما لا يدع مجالاً للشك حجم الاستفادة التي تسعى أنقرة إلى أن تجنيها من ذلك التدخل، سواء استراتيجية أو اقتصادية وسياسية".
ولفت مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، إلى أن "مسار النزاع المسلح في طرابلس خير مثال على التدخلات التركية المستمرة في ليبيا خلال السنوات الماضية، ضمن شواهد عديدة كاشفة عن ذلك التدخل منذ 2011 (..) ذلك التدخل وغيره من التدخلات الأخرى (مثل الإيطالي والفرنسي على سبيل المثال) يؤدي إلى إزكاء الصراع المسلح وتعميق الأزمة ونسف جهود السلام والاستقرار، وجهود الجانب الألماني الداعي لمؤتمر برلين".
وتابع السياسي الليبي، في معرض تصريحات لـ"نورث برس" قائلاً: "هذا التصعيد العسكري الذي تعمل من خلاله تركيا على الدفع بقواتها أو إرسال قوات عسكرية أخرى إلى ليبيا لأي سبب أو أهداف أو مبررات أخرى، من شأنه تعميق الأزمة أكثر، ونسف كل بوادر الأمل في تحقيق السلام".
وشدد حمزة على أن "التدخل التركي العسكري سيجر البلاد إلى مستنقع الحرب الأهلية، وجر البلاد إلى سيناريو جديدة يعرف بسيناريو سوريا المتوسط.. سيتكرر هذا السيناريو في ليبيا، وهذا ما حذرنا منه مراراً، ومن مغبة انجرار الأزمة السياسية وأطراف الصراع المسلح لهذا السيناريو الكارثي (..) للأسف وقع ما كنا نحذر منه، وأتت الرياح بما لا تشتهي السفن".
وواصل حديثه قائلاً: "ليبيا مقبلة على مرحلة مفصلية وحساسة من تاريخها الوطني وأمنها واستقرارها وسلامة أراضيها (..) تداعيات كارثية على ليبيا وكذلك على محيطها الإقليمي وحوض المتوسط وجهود تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا ومكافحة الإرهاب، ستجعل ليبيا ليست بؤرة توتر فقط ولكن كارثة إنسانية جديدة في جبين الإنسانية كافة"، داعياً المجتمع الدولي للتحرك لوقف تلك التدخلات التي تسقط ليبيا في تفاقم الصراع المسلح.