NPA
قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها، اليوم، بعنوان "العراق على حافة الهاوية أكثر من أي وقت منذ 2003"، إن "العراق، البلد الذي كان يهيمن على النقاشات العسكرية والاستراتيجية الغربية في جزء كبير في حقبة ما بعد الحرب الباردة، على شفا الهاوية والتفكك أكثر من أي وقت مضى منذ الغزو الأميركي عام 2003".
ولفتت الى أن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أجبر على الاستقالة بعد شهرين من الاحتجاجات العنيفة أدت إلى مقتل حوالي 450 شخصا وإصابة الآلاف.
ويشهد العراق منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، منذ بدء أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003.
وأسفرت الاحتجاجات التي يشهدها العراق عن سقوط أكثر من /400/ قتيل، إضافة إلى /19/ ألف جريح، وفق ما أعلنت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، يوم أمس.
وعقد مجلس الأمن، يوم أمس، جلسة حول "الوضع في العراق" منتقدا فيها السلطات العراقية باستخدام القوة المفرطة ضد متظاهرين سلميين خرجوا للمطالبة بحياة أفضل لبلدهم.
وتعد البطالة ضمن فئة الشباب المحرك الأول للحركة الاحتجاجية، وهي مسألة حساسة في العراق حيث أحرق شاب نفسه في أيلول/سبتمبر في الكوت (جنوب) بعدما تمت مصادرة عربته للبيع المتجول.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية"، فإن ذلك أدى إلى "خواء في السلطة ببغداد تسعى إيران إلى ملئه بينما تبدو قدرة الغرب على التأثير على ما يحدث محدودة للغاية".
وبحسب تحليل الصحيفة للأوضاع العراقية، فإن هذه الأزمة "تعكس إخفاق التسوية الدستورية التي تم وضعها بعد الإطاحة بصدام حسين"، مضيفة أن "النظام الموضوع مبني على أساس المحاصصة الطائفية لدعم الاستقرار عن طريق ضمان مناصب لجميع الفئات المتنافسة، مثل الشيعة والسنة والأكراد".
وأوضح التقرير الصحفي أن "هذا النظام أدى إلى تفشي الفساد الذي تسبب في إعاقة بالغة للاقتصاد".
و"على الرغم من امتلاك العراق لواحد من أكبر احتياطات النفط في العالم، فإن معدلات البطالة مرتفعة للغاية والخدمات العامة توشك على الانهيار. ونجم عن ذلك حالة من عدم الرضا العميق وسط البلد الشاب، الذي يقل أكثر من نصف عدد سكانه عن 21 عاما" بحسب تقرير "التايمز".
وترى الصحيفة أن الاحتجاجات التي بدأت في أوائل تشرين الأول/أوكتوبر "لها نفس روح انتفاضات الربيع العربي عام 2011 التي طالب المشاركون فيها بالإصلاح السياسي والاقتصادي".
ولكن "لا يبدو أن الصفوة السياسية في العراق على استعداد للاستجابة لمطالب المتظاهرين".
وتقول الصحيفة البريطانية في تقريرها، إنه "بعد استقالة عبد المهدي، يعتمد ما سيجري في العراق في الفترة المقبلة على البرلمان".
وتبدي الصحيفة في تقريرها عدم تفاؤلها من وضع حل لهذه الأزمة، فــ"إنه يصعب التفاؤل بأن نظاما مثل النظام العراقي يتحكم فيه الكثير من اللاعبين سيختار زعيما فعالا قادرا على الاستجابة لطلبات المتظاهرين".