قطع طرقٍ في العاصمة بغداد واحتقانٌ في الجنوب مع استمرار التظاهرات لليوم الثاني

بغداد – NPA
تواصلت لليوم الثاني على التوالي التظاهرات الواسعة التي خرجت في بغداد وعدة مدنٍ أخرى, إذ شهدت العاصمة العراقية منذ ساعات فجر اليوم الأربعاء, انتشاراً كثيفاً في مناطق ببغداد وخصوصاً شرق قناة الجيش حيث الأغلبية الشيعية في المناطق الفقيرة.
في الوقت نفسه, يعقد مجلس الأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي حالياً اجتماعاً خاصاً لمعالجة أزمة التظاهرات, من خلال التفاوض مع بعض ممثّلي المتظاهرين لإيقافها وتلبية المطالب.وشاهد مراسل "نورث برس" قطعات الجيش والشرطة ومكافحة الشغب وهي تنتشر بكثافةٍ في مناطق شرق بغداد ذات الأغلبية
الشيعية, حيث احتشد مئاتٌ المتظاهرين وأغلبهم من الشباب وقاموا بحرق الإطارات.
وقام المتظاهرون بقطع الطرق الرئيسية في مناطق من العاصمة ومازالت وحدات الجيش والامن تحاول فتح الطرق المغلقة
وتجدّدت التظاهرات وسط بغداد في مناطق ساحة الطيران وساحة الخلاني وساحة التحرير التي ظهر فيها جلياً آثار الحرائق التي نشبت ببعض المؤسسات في تظاهرات الثلاثاء.
وقامت قوات الأمن بتفريق تظاهرةٍ قُرب ساحة الطيران مستخدمة الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز.
وشهدت مدينة الصدر إطلاق نارٍ كثيفاً تبيّن أنّ مصدره تشييع جنازة الشاب حسين حبيب الساعدي الذي قُتل أمس الثلاثاء في ساحة التحرير.وفق حصيلة حكومية بلغ عدد الإصابات /200/ جريح, بينهم /40/ من أفراد الأمن وقتيلاً واحداً من المتظاهرين بينما تحدّثت أرقامٌ غير رسمية عن سقوط قرابة /500/ إصابةٍ بينهم /3/ قتلى.

سياسيا, عبّر تيار الحكمة الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي عمار الحكيم عن مساندته للتظاهرات, كما صدر الموقف ذاته من ائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي, وطالب نوابٌ من كتلٍ مختلفةٍ الحكومة بتلبية مطالب المتظاهرين أو الاستقالة.
بينما دعا نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي وهو من أعضاء تحالف سائرون الذي يتزعمه مقتدى الصدر, رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى الشروع بخطواتٍ فعليةٍ لتلبية مطالب المتظاهرين.
وإلى الجنوب العراقي, توجّه رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانم على رأس وفدٍ كبيرٍ إلى مدينة الناصرية, حيث التقى بقيادات الجيش والمسؤولين هناك لمحاولة تهدئة الأوضاع في المدينة التي تشهد حتى الساعة اشتباكاتٍ بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وفي مدينة النجف حيث مقر المرجعية الشيعية. تتحضر مجاميع من الشباب للتظاهر أمام مبنى المحافظة.
جدير ذكره أنّ التظاهرات الحالية تزامنت مع حالة احتقانٍ شعبيٍ نتيجة استخدام العنف المفرط في فض اعتصام خريجي الجامعات المطالبين بالتعيينات وكذلك الغضب الواسع من تجميد قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي الذي يحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ, والذي رُفعت صوره من قبل متظاهرين
وكان الساعدي الذي عُرف بدوره البارز في المعارك ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، قد انتقد موافقة عبد المهدي على قرار نقله إلى وزارة الدفاع دون إيضاح الأسباب الموجبة لذلك، وسط أنباء عن تعيين شخصٍ مقربٍ من إيران في مكانه..