مشروع منح دعم أفلام الشباب.. جهاد سعد ممثلاً أمام تلميذته المخرجة
دمشق – أحمد كنعان – NPA
تتسم عادةً العلاقة بين النجوم المخضرمين والجيل الجديد من الفنانين بالجفاء، ولم يحدث أي تعاونٍ ملفتٍ بينها إلا في حالاتٍ نادرةٍ في تاريخ صناعة الدراما السورية سواءً المسرحية أو السينمائية أو التلفزيونية.
وكبرت هذه الفجوة في مشروع منح دعم أفلام الشباب، وربما يرجع ذلك إلى أنّ هذا الدعم لا يشمل أجور العاملين في الأفلام من ممثلين وفنيين، إلّا أنّ النجم جهاد سعد فجّر مفاجأةً فنيّةً نالت إعجاب أغلب المشتغلين في الوسط الفني بقبوله الوقوف أمام كاميرة تلميذته المخرجة الشابة شروق البني.
وتقوم شروق بإنجاز فيلمها القصير الثاني باسم "أبناء الحياة" وهو من أفلام مشروع منح دعم الشباب، الذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما بدورته السابعة.
أفلام الشباب
وعن مشروع منح دعم أفلام الشباب قال نضال قوشحة مدير المكتب الصحفي في المؤسسة العامة للسينما قال لـ"نورث برس": يمكن اعتبار سوريا من آخر البلدان في العالم التي توفر الدعم الإنتاجي لأفلام الشباب.
وأضاف "بدأنا في هذا المشروع من سبع سنواتٍ وكانت الغاية منه إيجاد حاضنٍ انتاجيٍ للمواهب السينمائية الشابة".
وبيّن قوشحة بأنّ المشروع حقق حداً متوسطاً من الرعاية للمواهب وتتطور خلال هذه السنوات، "بدأنا بإنتاج الأفلام ودعم المخرجين ثم طورنا الأمر لدعم كتّاب السيناريو، ثم أقمنا مهرجاناً سنوياً لهذه الأفلام الذي شكّل حالةً تنافسيةً بين صانعي هذه الأفلام الشابة".
وعن مدى أهلية المخرجين الشباب لإدارة الكاميرا وإنجاز هذه الأفلام قال "لمسنا فجوةً بين بعض هؤلاء الشباب وبين المعلومة السينمائية فأحدثنا دبلوم العلوم السينمائية الذي خرّج أربع دفعاتٍ حتى الآن، وذلك لسد هذه الفجوة وتسليح الموهوبين بالمعلومات اللازمة لإخراج أفلامهم".
مغامرة درامية
وكمثال على ما سبق شارك الفنان جهاد سعد في فيلم أبناء الحياة وعمل مع تلميذته الشابة شروق، وقال الفنان جهاد سعد لـ "نورث برس" إنّ فيلم أبناء الحياة "تجربةٌ خاصةٌ للغاية فهو مغامرةٌ دراميةٌ وفنيةٌ لأنّه يتصدى لفكرة الهجرة عموماً
ويناقش الأسباب التي تدفع أي شخصٍ لتغيير الجغرافيا ومغادرة الوطن وكيف تتحول الهجرة إلى طموحٍ لدى البعض".
وعن الأسباب التي دفعته لقبول هذه التجربة وهل من الممكن أن يعيدها قال "من واجبي تشجيع الأجيال الجديدة، وأنا دائماً مع أي شخصٍ جديدٍ إذا كانت لديه تجربةً حقيقيةً وكان يحمل رسالةً، فيجب فتح الطريق أمام المواهب الجديدة".
حلم يتحقق
أما المخرجة شروق البني والتي خاضت تجربتها الأولى بكتابة السيناريو والثانية على صعيد الإخراج فقد عبّرت عن سعادتها بهذه التجربة، وقالت لـ "نورث برس" "كنت أتخيل الأستاذ جهاد سعد يمثل الدور أثناء كتابتي للسيناريو وأرى الأمر شبه مستحيل، كونه كان استاذي ودرّبني في ورشة عمل".
وأضافت بأنّها التقت به مصادفةً أثناء التحضير للفيلم وكان في زيارةٍ بدمشق وقالت "طرحت عليه فكرة الفيلم وأطلعته على السيناريو وصعقني بموافقته".
وعما إذا كان التعامل مع أستاذها مربكاً في موقع التصوير قالت "الحقيقة شعرت برهبةٍ وبذلت جهداً كبيراً حتى أدخل موقع التصوير كمخرجةٍ وليس كتلميذةٍ، ويجب أن أوضّح أنّ احترافية أستاذي شكّلت مساعدةً كبيرةً لي".
وعما إذا كانت قد اعترضت على أدائه لأي مشهدٍ قالت "هو أستاذ أصلاً وهو متخيل أساساً في الدور وكان بارعاً، ولو وجدت أي سبب للاعتراض لما ترددت".
وختمت شروق كلامها بأنّ الإخراج لديها هوايةٌ ليس أكثر بل ترى نفسها ممثلة.
الجدير ذكره أنّ مشروع منح دعم أفلام الشباب يقدم مِنَحه للشباب حتى عمر /35/ وهذه المِنَح لا تتضمن التكاليف الإنتاجية من معداتٍ وأماكن تصويرٍ ولا تشمل أجور الممثلين والفنيين.