على وقع ردٍ إيراني وشيك.. بريطانيا وأميركا يأمران رعاياهما بمغادرة لبنان “في الحال”
دمشق – نورث برس
دعت الحكومة البريطانية، السبت، رعاياها لمغادرة لبنان “فوراً”، على وقع تهديدات بردٍ إيراني وشيك على إسرائيل تشارك فيه أذرع طهران في المنطقة.
وتهدد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي بحزب الله فؤاد شكر الذي قضى بغارة في ضاحية بيروت الجنوبية.
وحثت دول عدة من بينها بريطانيا وأميركا رعاياها على مغادرة لبنان، وسط مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله ونزاع إقليمي أوسع نطاقاً.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان “التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع. وبينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة وهي: غادروا في الحال”.
وكانت قد حثت وزارة الخارجية الأميركية، في وقت سابق اليوم، رعاياها في لبنان لحجز أي تذكرة متاحة لهم ومغادرته.
وفي ذات الاتجاه، قالت شركة “إير فرانس” للطيران، إنها وشركة “ترانسافيا” التابعة لها ستمددان تعليق رحلاتهما الجوية بين باريس وبيروت حتى السادس من آب/ أغسطس الجاري على الأقل، وسط تصاعد التوتر الإقليمي.
وتتفادى شركات الطيران المجالين الجويين الإيراني واللبناني، وتلغي رحلات إلى إسرائيل ولبنان مع تزايد المخاوف من اندلاع صراع إقليمي بعد مقتل عضوين كبيرين في حركة “حماس” وجماعة “حزب الله” اللبنانية قبل أيام.
وفي السياق، كشف دبلوماسي إيراني، أن محاولات دول مختلفة لإقناع طهران بعدم التصعيد كانت ولا تزال بلا جدوى في ضوء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وأضاف الدبلوماسي أن “لا جدوى من ذلك، لقد تجاوزت إسرائيل كل الخطوط الحمراء. وسيكون ردنا سريعاً وقوياً”، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وبحسب تقرير للصحيفة ذاتها، فإن الدبلوماسيين الأميركيين والعرب الذين يعملون على وقف التصعيد من جانب إيران وحزب الله، يتلقون “صمتاً مدوياً” منهم، بينما قال حزب الله للوسطاء العرب: “سنرد في ساحة المعركة”.
وفي وقت سابق، كانت قد حذرت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة، من أن رد حزب الله على اغتيال القيادي الكبير فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء، قد يشمل “العديد من الأهداف المدنية والعسكرية – أوسع وأعمق داخل إسرائيل”.
في حين قال مسؤول إسرائيلي لشبكة “سي بي إس نيوز” إنه بينما نجحت إسرائيل في تجنب التأثير الكبير للهجوم الإيراني في 13 نيسان/أبريل، فإن تل أبيب تتوقع هذه المرة انتقاماً “أكثر عدوانية”، وهو رد قد يتجاوز الأراضي الإسرائيلية لاستهداف الأصول الإسرائيلية في الخارج.
واليوم السبت أيضاً، أعلن الحرس الثوري الإيراني، أن اغتيال هنية، في طهران، تم بإطلاق مقذوف برأس حربي يزن 7 كيلوجرامات من مسافة قريبة، ما أسفر عن انفجار قوي، متهماً إسرائيل بالوقوف وراء هذه العملية بدعم من الولايات المتحدة.
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، أن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، عبر نشر مزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة، “لتخفيف احتمالات تصعيد إقليمي من جانب إيران أو وكلائها”.
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ في بيان، إن “وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة”.