زانا العلي – الرقة
تتسابق الفصائل الإيرانية والفيلق الخامس الذي يتبع للقوات الروسية والفرقة الرابعة التابعة لقوات الحكومة السورية، لتجنيد الكم الأكبر من الشبان ضمن الفصائل التي تدعمها في دير الزور، شرقي سوريا.
أصبحت دير الزور حلبة صراع تتداخل فيها مصالح قوى إقليمية ودولية، يتواجد فيها قاعدتين لقوات التحالف الدولي (حقل العمر – حقل كونيكو)، شرقي نهر الفرات، بينما غربي الفرات تتنشر فصائل تتبع لإيران بالإضافة إلى تواجد القوات الروسية وحكومة دمشق.
تمكنت نورث برس في هذا التقرير من مصادر ميدانية وأخرى عسكرية في مناطق سيطرة الإيرانيين والروس في دير الزور، من إحصاء أعداد الشبان الذين جندتهم طهران وموسكو في دير الزور، مرفقة بأسماء التشكيلات العسكرية.
عمليات التجنيد يمكن حصرها، حسب المصادر بـ 15 فصيل تتوزع في ولائها على إيران بالدرجة الأولى وروسيا، وأبرزها: “لواء القدس الموالي لإيران، والفيلق الخامس”.
“الفيلق الخامس”
يقول مصدر ميداني في منطقة سيطرة الإيرانيين في دير الزور، إن القوات الروسية افتتحت، بداية الشهر الجاري، باب التجنيد، في صفوف الفيلق الخامس، بمراكزها في بلدة حطلة شمالي دير الزور، لمدة 10 أيام.
ويضيف لنورث برس، أنهم فتحوا باب التسجيل براتب شهري يصل إلى 140 دولار أمريكي والذي يعتبر راتباً مغرياً مقارنة مع رواتب الفصائل الأخرى. وأنهم يخدمون في دير الزور وحمص.
يتواجد “الفيلق الخامس” التابع للقوات الروسية بالدرجة الأولى في القرى السبع الواقعة شرقي نهر الفرات وخاصة بلدة حطلة بريف دير الزور الشرقي. وفقاً للمصدر.
والقرى السبع هي (الحسينية، الصالحية، حطلة، مراط، مظلوم، خشام وطابية)، تسيطر عليها القوات الحكومية وفصائل موالية لإيران، منذ طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أواخر عام 2017.
خارطة غوغل للقرى السبعة شرقي نهر الفرات الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية والإيرانية
ويضيف الناشط أن التمركز الروسي بالدرجة الثانية في دير الزور هي حي الحويقة بدير الزور.
وبحسب الناشط، أن الفيلق الخامس يتشكل من لواءين؛ هما اللواء السابع المتواجد في مركز مدينة دير الزور ومنطقة الميادين، واللواء الخامس المتواجد في القرى السبع.
ويقول إن مهمة الفيلق بالدرجة الأولى حماية الجسر الحربي الذي يربط غربي الفرات بشرقه في بلدتي المريعية والمراط، إضافة إلى تواجدهم في المطار العسكري في دير الزور. ومحاولات السيطرة على حقول النفط في المنطقة.
وبحسب مصادر عسكرية ومدنية تواصلت معها نورث برس في المنطقة ومن ضمنهم عناصر في الفيلق الخامس، فإن عدد العناصر في الفيلق يتجاوز 3 آلاف عنصر ولا تزال عمليات التجنيد مستمرة.
الفصائل الإيرانية
ومنذ نحو أربعة أعوام ومع انحسار العمليات العسكرية على الأرض في سوريا، انتقل الوجود الإيراني من مرحلة القتال المباشر على الأرض والمشاركة في غالبية المعارك، إلى عمليات التجنيد واستقطاب عدد أكبر من المقاتلين والموالين فيما تبقى من مناطق سيطرة الحكومة في الجغرافيا السورية.
وفي ريف دير الزور الشرقي، غرب نهر الفرات، لدى إيران ما يقارب 35 مركزاً للانتساب، غالبيتها في منازل المدنيين بعد أن استولت عليها، بتهمة إقامة أصحابها في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أو فصائل المعارضة، بحسب مصادر ميدانية لنورث برس.
وأكثر الفصائل التي تعمل على التجنيد هي حزب لواء القدس، حزب الله اللبناني، حزب الله العراقي، النجباء، عصائب أهل الحق، فاطميون، زينبيون، هاشميون، سيد الشهداء، فيلق البدر، الباقر، ابو الفضل العباس، الوعد الصادق، ذو الفقار”.
وفيما يتعلق بأماكن تواجد الإيرانيين قالت مصادر لنورث برس، إن أغلبها في حي التمو والمزارع والجمعيات في الميادين ومقرات عسكرية بالقرب من مزار عين علي.
وفي البوكمال بحي الفيحاء والجمعيات ومنطقة الحزام الأخضر. بينما في دير الزور المدينة في منطقة الجورة والقصور والعمال وجبل ثردة.
وبحسب معلومات توصلت إليها نورث برس فإن عدد المجندين ضمن الفصائل الإيرانية في دير الزور وصل إلى ما يقارب 12 ألف عنصر غالبيتهم من أبناء عشائر المنطقة.
تنقسم على الشكل التالي ميليشيا حرس القرى 2500 عنصر، أبو فضل العباس، 5000 عنصر، قوات السيدة زينب 1500 عنصر، قوات الشيخ 250 عنصر، الفوج 47 وقوات الهاشميون، يبلغ عدد عناصره 1200، لواء الحسين 300 عنصر، قوات أسود العكيدات 300 عنصر، لواء المنتصر 350 عنصر، عيال الشايب 200 عنصر.
ويشير مصدر عسكري ضمن فصائل إيرانية أن طهران تسعى حاليا لاستقطاب عناصر من غير السوريين، عراقيين لبنانيين وآسيويين، أما بالنسبة للسوريين فتستقطب منهم فقط ذوي النفوذ وأصحاب الكلمة كالشيوخ والوجهاء والمثقفين وأصحاب الشهادات.