المطاعم السورية في مصر.. عودة "خجولة" بعد رفع الحظر

القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس

 

تعرّضت الاستثمارات السورية في مصر، لعديد من الخسائر، لاسيما المطاعم والمقاهي ومحال الملابس والأقمشة التي يشتهر السوريون بها في مصر، مُنذ تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) في مصر، واتخاذ الحكومة سلسلة من التدابير الاحترازية، من بينها فرض حالة حظر التجول الجزئي.

 

ومع رفع الحظر وعودة الحياة لطبيعتها تدريجياً منذ السبت الماضي، تنفس السوريون والمصريون على حد سواء، الصعداء، أملاً في تعويض الخسائر.

 

وأتاح رفع الحظر بشكل كامل، إعادة فتح صالات تقديم الطعام بالمطاعم (بطاقة استيعابية /25%/ فقط)، وكذلك الحال بالنسبة للمقاهي، مع عودة العمل بشكل طبيعي لباقي المحال التجارية المختلفة.

 

ويرصد محمد أبو شام (سوري من حلب، صاحب مطعم مأكولات سورية، بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة المصرية) حالة المطاعم السورية في الأيام الأولى من العودة، "بعد فترة صعبة اعتمدنا فيها على خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل فقط، عدنا إلى العمل قبل أيام بعد قرار الدولة المصرية بالعودة التدريجية، وبطاقة استيعابية /25%/ من طاقة المطعم، لكنّنا على مدار الأيام الماضية لم نصل إلى تلك النسبة، لقلة الحركة وتراجع عدد المترددين على المطعم، مع استمرار خدمة التوصيل على وضعها السابق أيام الحظر".

 

ويتابع، "الأسباب الأكيدة أن الناس متخوفون من النزول بشكل كبير تجنباً لانتقال العدوى.. وهناك من لا يزال يلتزم بعدم النزول ويعملون من منازلهم، وبالتالي الحركة خفيفة على صالة الطعام.. لكن المتوقع عودة الحياة إلى طبيعتها بنهاية الشهر الجاري، مع اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية، على أساس أن القرار هو قرار الدولة، ودول العالم أجمعت على العودة الحذرة لاستئناف الحياة مع التدابير".

 

ووضعت بعض المطاعم السورية لافتة "بناء على قرارات معالي دولة رئيس الوزراء، الالتزام بكافة الضوابط والتدابير الاحترازية والاحتياطات الصحية، على أن لا تزيد نسبة الإشغال عن /25%/ من الطاقة الاستيعابية"، للتأكيد على التزامها بالإجراءات.

 

ويقول ناصف موسى، وهو مقدم طعام في صالة أحد مطاعم المأكولات السورية بحي شبرا بالعاصمة المصرية، لـ"نورث برس"، "نلتزم بالإجراءات، ونقوم بتطهير الطاولات باستمرار باستخدام الكحول، حتى مع قلة المترددين على المطعم حتى الآن.. ونحرص على وضع طاولة كفاصل بين الطاولات المشغولة وبعضها البعض، حتى لا تتلاصق الطاولات كما كان يحدث سابقاً".

 

وأضاف، "الإقبال على صالة الطعام ضعيف نسبياً في النهار، لكنه يزداد تدريجياً مع حلول المساء، بينما لا يصل إلى المعدلات السابقة قبل كورونا بكل تأكيد، ونعمل أكثر على خدمة الدليفري أو البيع المباشر للزبائن (تيك أواي)".

 

وكوسيلة لجذب وتشجيع الزبائن على العودة، قدّمت بعض المطاعم السورية عروضاً على أسعار الوجبات، وصلت في بعض المطاعم إلى /20%/ تخفيض على بعض الأصناف.

 

ونشرت صفحات العديد من المطعام السورية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إرشادات لروادها بعد إعادة الفتح، من بينها (ممنوع منعاً باتاً الدخول إلى المطعم بدون ارتداء الكمامة، مع التأكيد على أن عدد الأفراد على كل طاولة /4/ أفراد فقط، مع ضرورة وجود معقمات ومناديل مبللة على طاولة).

 

ويقول محمد مراد (عامل مصري بمطعم سوري بحي المعادي بالقاهرة)، إن المطعم الذي يعمل به يعتمد على أدوات الطعام ذات الاستخدام الواحد فقط (بلاستيكية مناسبة للأكل) ويلتزم بعدم تقديم الطعام في الأطباق العادية، تجنباً لانتقال الفيروس، وكإجراء احترازي وقائي، ضمن عددٍ من الإجراءات الأخرى".

 

ويلفت إلى أن الإقبال في اليوم الأول لم يكن كبيراً، لكن صار يزيد تدريجياً "ونتوقع عودة الحياة إلى ما كانت عليه في الأيام القادمة".

 

ورغم العودة فإن المطاعم والمقاهي السورية شهدت تواصل حالة الركود في صالات الطعام وحتى بخدمة توصيل الطلبات للمنازل، خلال الأسبوع الماضي منذ إعادة فتح صالات الطعام والعودة بشكل تدريجي، بينما يأمل أصحاب تلك المطاعم والعاملين فيها بأن تعود الأمور إلى صورتها الطبيعية تدريجياً بنهاية الشهر الجاري، مع استمرار رفع الحظر وعودة الناس إلى العمل وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.