انقطاع الكهرباء ورفع سعر الأمبيرات يرهق أصحاب المحلات التجارية والسكان في القامشلي

دلسوز يوسف ـ القامشلي

بوجه شاحب يشكو حزني سليمان، وهو صاحب محل تجاري وسط السوق المركزي بمدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي أثناء ساعات العمل من قبل مستثمري المولدات الكهربائية.

ويقول “حزني” لنورث برس: “يجب أن تزودنا المولدات بالكهرباء لمدة 9 ساعات يومياً، لكن لا تصلنا سوى 4 ساعات فقط، ندفع 16 ألفاً للأمبير الواحد حالياً واعتقد أنه سيرتفع هذا الشهر”.

وأَضاف بلهجته العامية: “إذا بدنا نحسبها بالشهر تأتي الكهرباء 15 يوماً فقط، بحجة عطل المولدة”.

وباتت مشكلة انقطاع الكهرباء تؤرق أصحاب المحلات التجارية في ظل زيادة ساعات التقنين للكهرباء النظامية التي تصل لأكثر من 20 ساعة يومياً.

ومنذ سنوات الحرب في سوريا، يعتمد سكان مدن وبلدات الجزيرة أسوة بباقي المناطق السورية، على المولدات الكهربائية التي تعمل على الديزل للحصول على الطاقة، إلا أن السكان المحليين يتهمون أصحاب المولدات بـ”التحكم” بالكهرباء.

وبينما ترتفع ضوضاء المولدات الصغيرة أمام المحلات التجارية ضمن السوق، يشير “سليمان” أن “أغلب عمله في المساء، لكن لا يتوفر الكهرباء”.

ويشير إلى أنه يشك “بقيام أصحاب المولدات ببيع مستحقاتهم من المحروقات والتحجج بالأعطال، فحالياً نحو خمسة مولدات من التي تغذي السوق بالكهرباء معطلة”.

بات الحصول على الطاقة يرهق أصحاب المحلات، إذ إنها باتت تكلفهم مبالغ إضافية لتشغيل مولداتهم الخاصة التي تشاهد على طول الأرصفة ضمن السوق إلى جانب الضجيج الذي يزعج المارة.

30 مخالفة”

وعمد أصحاب الكثير من المولدات في القامشلي برفع سعر الأمبيرات خلال الأشهر الفائتة، دون موافقة البلدية، ما أثار امتعاض السكان.

وفق البلدية، أن أصحاب المولدات يجب أن يتقاضوا مبلغ 9 آلاف ليرة لكل أمبير شهرياً لقاء 8 ساعات يومياً من تشغيل المولدة، لكن سكان الكثير من الأحياء تقدموا بشكاوي للبلدية بتفاوت الأسعار ما بين الـ 10 – 13 ألف ليرة لكل أمبير.

ويقول خالد جمعة، الإداري في لجنة المولدات في بلدية الشعب بالقامشلي، إن الكثير من الشكاوي وردت لهم مؤخراً من أصحاب المولدات بأن الأسعار الحالية لم تعد تناسبهم “لكن قرارنا بعدم تغير السعر لا يزال سارياً”.

ويضيف لنورث برس: “خلال الشهرين الماضيين قمنا بمخالفة نحو 30 مولدة بمبلغ مليون ليرة لكل واحدة، بعد قيام أصحاب المولدات برفع سعر الأمبير من تلقاء نفسهم”.

وحول الانقطاع المتكرر لكهرباء المولدات، قال “جمعة”: “نحن كبلدية نمهل أصحاب المولدات ستة أيام لصيانة العطل، إذا استمرت مدة عدم الصيانة أكثر من ذلك، نقوم بالنظر في موضوع توفر القطع في الأسواق أم لا، وإذا رأينا هناك تقصير وإهمال من صاحب المولدة نقوم بمخالفتهم”.

الكهرباء سيئة

وبينما يفتقر السكان إلى حلول لمعضلة الكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة وخاصة الأحياء الشعبية، يشدد السكان على أن أصحاب المولدات يقومون باستغلالهم لحاجتهم إلى الكهرباء.

وفي حي الهلالية بالقامشلي، يشير نبيل درويش، بأن أحد المستثمرين وضع مولدة ضمن حيهم منذ 8 أشهر لكن إجمالاً لم تعمل سوى شهر واحد تقريباً، ويضطرون لدفع اشتراكاتهم الشهرية رغم عدم حصولهم على الكهرباء.

وتحت أشعة الشمس التي تتجاوز درجاتها الـ 40، يقول درويش من أمام منزله ‘‘وضع الكهرباء سيء وبين الحين والاخر صاحب المولدة يهدد بإزالة المولدة، لكن كيف سنعيش نحن وأطفالنا في هذه الحرارة بلا كهرباء ، فأولادنا جميعهم مرضى’’.

ويضيف الثلاثيني الذي يعمل في محل لبيع الألبسة الأوروبية المستعملة: “ندفع شهرياً 10 آلاف لكل أمبير، لكن حالياً يطالب صاحب المولدة بأكثر من ذلك”.

ويختصر “درويش” حالهم في ظل تردي الوضع الاقتصادي وغياب الكهرباء “الرواتب لم تعد كافية والكهرباء باهظة، الوضع سيء”.

تحرير: تيسير محمد