فتاح عيسى – كوباني
يضطر جمعة للانتظار لساعات في مركز مشته نور الصحي، من أجل الحصول على معاينة وأدوية مجانية في ظل تردي وضعه المعيشي، ويعود سبب انتظاره هذه الساعات إلى أن المركز هو الوحيد في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو أربعين ألف نسمة.
يقول جمعة رمو (76 عاماً) وهو من سكان كوباني، إن وضع المركز الصحي في كوباني كان أفضل خلال العام الفائت، حيث كان هناك مركزان يقدمان خدمات طبية مجانية، إلا أن منظمة الهلال الأحمر الكردي أغلقت أبواب مركزها الواقع في وسط المدينة.
ويشتكي سكان كوباني من الازدحام في المركز الصحي الأمر الذي يجعلهم ينتظرون لساعات من أجل الحصول على الخدمات الطبية التي يقدمه المركز التابع لهيئة الصحة في إقليم الفرات، في ظل ارتفاع درجة الحرارة صيفاً.
ومطلع كانون الثاني/ يناير الجاري، أُغلق القسم الصحي في مركز الهلال الأحمر الكردي وسط مدينة كوباني، بناءً على قرار من الفرع الرئيسي للمنظمة في الجزيرة.
تردي الوضع المعيشي
يضيف “رمو” أن الوضع المعيشي المتردي لسكان المنطقة، وعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المعاينات الطبية وشراء الأدوية، يجبرهم على الانتظار طوال ساعات النهار في المركز الصحي المجاني.
بدورها تقول بروين شيخو (25 عاماً) وهي من سكان كوباني، إنها انتظرت نحو ثلاث ساعات بسبب الازدحام من أجل معاينة أطفالها في المركز، لافتة إلى أن أعداد المرضى كبيرة، كما أن الأمراض كثيرة.
وتضيف أن أجور المعاينات لدى عيادات الأطباء الخاصة تعتبر مرتفعة مقارنة مع دخلهم، وأن تأمين احتياجاتهم المعيشية تكلف كثيراً، لذلك يضطرون للمجيء إلى المركز الصحي الوحيد من الساعة الثامنة صباحاً والانتظار في طابورٍ بسبب الازدحام.
وترى أن مدينة كوباني تحتاج إلى ثلاثة مراكز صحية على الأقل مقارنة مع أعداد سكان المدينة من أجل التخفيف من الازدحام، حيث أن توزع المراجعين على ثلاثة مراكز سيخفف الازدحام إلى درجة كبيرة.
إذ يوجد أشخاص لا يملكون أجرة المعاينة الطبية في العيادات الخاصة بسبب تردي وضعهم المعيشي، طبقاً لـ “شيخو”.
مطالب بمراكز صحية
تضيف “شيخو”، لنورث برس، أن تردي الوضع المعيشي للسكان في كوباني يحتم على الإدارة مساعدة السكان عبر افتتاح عدة مراكز صحية، لأن مركزاً واحداً لا يلبي احتياجاتهم من الخدمات الطبية.
ويتفق محمد رشو (60 عاماً) وهو من سكان كوباني مع سابقه على أن مدينة كوباني بحاجة إلى ثلاثة مراكز صحية على الأقل، واحد منها وسط المدينة والثاني شرقها وثالث غربها.
ويقول إنه انتظر دوره في المركز الصحي لثلاث ساعات، بسبب كثرة أعداد المراجعين.
ويضيف لنورث برس، أن الوضع المعيشي للسكان متردي ولا يستطيعون شراء الأدوية، ولا يستطيعون تحمل تكاليف أجور المعاينات الطبية.
فعلبة الدواء التي كان ثمنها خمسة آلاف قبل عام أصبح سعرها ثلاثون ألفاً، كما أن أجرة معاينات الأطباء ارتفعت إلى 25 ألفاً، في ظل عدم مقدرة السكان على تحمل هذه التكاليف.
400 مراجع يومياً
إلى ذلك يوضح محمد كردي وهو إداري في مركز مشته نور الصحي، أن المركز يقدم خدماته لنحو 300 إلى 400 مريض يومياً.
ويبدأ الدوام الصباحي في المركز من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثالثة مساء، إلا أن هيئة الصحة اضطرت لافتتاح دوام مسائي في المركز من الساعة الثالثة مساء حتى العاشرة مساء، بعد إغلاق الهلال الأحمر الكردي مركزه الصحي وسط المدينة، بحسب “كردي”.
ويضيف “كردي” لنورث برس، أنه يوجد أربعة أقسام رئيسية في مركز مشته نور الصحي وهي أقسام؛ الداخلية والأطفال والنسائية وقسم السكري، إضافة إلى قسم الدعم النفسي، لكن بعد إغلاق مركز الهلال الأحمر الكردي، انتقل قسم لقاحات الأطفال إلى هذا المركز، وكذلك لقاحات اللشمانيا، ومؤخراً تم افتتاح قسم جديد خاص بسوء التغذية لدى الأطفال.
ويقول “كردي” إن المراجعين يعانون من الازدحام في المركز، وأن افتتاح مركز آخر سيحسن من وضع الخدمات الصحية وتخفيف الازدحام، لافتاً إلى أن سكان الأحياء الشرقية من مدينة كوباني يحصلون على الخدمات الصحية المجانية في مشفى كوباني، بينما سكان أحياء وسط كوباني ومنذ إغلاق مركز الهلال الكردي يتوجهون إلى مركز مشته نور الصحي.
ويطالب بافتتاح مركز آخر في وسط المدينة أو جنوبها، للذين يعانون من صعوبة الوصول إلى المركز إذا لم يكن لديهم وسيلة نقل، حيث يضطرون للمشي نصف ساعة أو أكثر خلال فصل الصيف الحار للوصول إلى المركز.
ووفقاً لـ “كردي” أن الأطباء وموظفي المركز يعانون أيضاً من الازدحام، حيث أن الأطباء يقومون بمعاينة من 70 إلى 80 مريض يومياً، وقد يصل عدد المراجعين إلى مئة شخص يومياً لدى كل طبيب.
ويرى أن إعادة تفعيل مركز الهلال الأحمر الكردي لتقديم خدماته الطبية كونه موجود في وسط المدينة سيخفف العبء على مركز مشته نور الصحي، لافتاً إلى أن افتتاح مركز ثالث في جنوب المدينة سيخفف العبء على السكان وعلى المركز في آن واحد.