في اليوم العالمي لمكافحة التصحر.. تركيا تواصل حبس مياه الفرات عن سوريا

غرفة الأخبار ـ نورث برس

يشكل التصحر أحد أكبر التحديات البيئية، والتصحر هو عملية تحول الأرض، التي كانت خصبة في السابق، إلى قاحلة، وعندما يقع تصعُب زراعة المحاصيل وإطعام الحيوانات أو جمع الطعام.

ويُقدّر كل عام، أن حوالي 12 مليون هكتار من الأراضي المنتجة، يتحول إلى قاحلة بسبب التصحر والجفاف. ويعاني 900 مليون شخص في أكثر من 100 بلد من هذه التأثيرات.

وزاد عدد حالات الجفاف ومدتها بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، مقارنة بالعقدين السابقين، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية 2021.

ويصادف الـ17 من حزيران/ يونيو من كل عام ، اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لتعزيز الوعي العام بالجهود الدولية المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة، وتقود الاحتفال بهذا اليوم أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.

ويتسبب نقص المياه في توسع انتشار هذه الظاهرة، وتستمر تركيا في خرق اتفاقية المياه الموقعة مع كل من سوريا والعراق وبإشراف الأمم المتحدة، وتحبس مياه الفرات ما ينذر بكوارث إنسانية وطبيعية.

ويسبب استمرار قطع المياه كارثة كبرى على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية، كما يؤثر سلباً على السكان في شمال شرقي سوريا.

وساهمت تركيا بحبسها حصة سوريا من مياه نهر الفرات، بتفاقم أزمة المياه في البلاد, إذ يعتمد عليها بشكل أساسي أكثر من 5 ملايين شخص, وأثر النقص الحاد في المردود المائي بتدهور وضع المزروعات وبالتالي انعكست على الأزمة الغذائية, بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة.

وتعد مناطق شمال شرقي سوريا أكثر المناطق المتضررة من أزمة المياه, بسبب حبس تركيا المياه في سدودها منذ كانون الثاني/ يناير 2019, واستخدام نهر الفرات كسلاح حرب وورقة ضغط على الإدارة الذاتية.

لكن أكثر المتضررين هم المدنيون وعلى وجه الخصوص المزارعون, لأن انخفاض مستوى نهر الفرات وجفاف بعض أفرعه, ساهم بتدهور الإنتاجية الزراعية وخاصة بعد أن تم منع المزارعين من ري المحاصيل بمياه النهر لانخفاض منسوبه وبسبب انتشار الكوليرا.

كما أن الجفاف الحاصل في المنطقة أثر على الاقتصاد السوري وعلى غذاء السوريين بشكل مباشر, وتسبب ذلك برفع أسعار الخضروات والخبز في جميع المناطق السورية, أي أن تركيا ارتكبت انتهاكاً صارخاً آخر لحقوق الإنسان وهو حرمان السوريين من حقهم في المياه الأمنة والتأثير على أمنهم الغذائي.

وبحسب الأمم المتحدة تأثرت 54 محطة مياه من أصل 73 محطة على طول الضفة الغربية لنهر الفرات بشكل كبير أو شديد من انخفاض منسوب المياه بشكل خطير, وأثر ذلك على مياه الشرب المتوفرة في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وحلب.

وساهم انخفاض منسوب نهر الفرات بحدوث أزمة صحية, وتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا والتهاب الكبد الوبائي وحمى التيفوئيد, وازداد عدد حالات الوفاة بهذه الأمراض منذ جفاف النهر وأفرعه. تحرير: تيسير محمد