حي القاطرجي الصناعي في حلب.. عودة العجلة الصناعية للعمل في ظل المصاعب

حلب – سام الأحمد – NPA

 

حي القاطرجي، الحي الذي يعتبر الأشهر في حلب في الصناعات الحديدية والهندسية، ظل طيلة سنوات الحرب بحالة شللٍ تامٍ، وكانت قد توقفت المنشآت الصناعية فيه عن العمل بسبب الأعمال القتالية بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة المسلّحة.

 

عاد الحي اليوم للعمل بعد خروج جماعات المعارضة المسلّحة، وعودته لسيطرة الحكومة السورية التي شرعت في إعادة بعض خدماته لاسيما رفع الأنقاض وتسهيل بعض الخدمات العامة، الأمر الذي دفع الكثير من الصناعيين لإعادة تشغيل ورشهم ومعاملهم.

 

محمد رأفت البابي صاحب ورشة صناعية لتصنيع خزانات المياه في حي القاطرجي يقول لـ "نورث برس": "منذ العام 2012 لم أتمكن من إعادة تشغيل ورشتي بسبب الحرب والقصف المتبادل بين الجيش السوري والفصائل المسلحة. عودة الأمان لحي القاطرجي بعد سيطرة الجيش السوري عليه دفعني للعودة وافتتاح ورشتي، وبالرغم من حجم الدمار الذي طال البناء والآلات تمكنت وبصعوبةٍ من اعادة تأهيلها وإن بشكلٍ جزئي على أمل أن تتحسن الظروف وتعود الورشة لعملها كما كانت قبيل الحرب".

 

لكن بالرغم من عودة عشرات الورش والمصانع للعمل مازالت هناك مصاعبٌ كثيرةٌ تواجه الصناعيين في هذا الحي، مصاعبٌ منها ما هو خدميّ، كعدم وصول التيار الكهربائي للحي حتى هذه اللحظة واعتماد الصناعيين على المولدات الكهربائية العاملة بالديزل.

 

أبو سعيد عقاد صناعي في حي القاطرجي يقول لـ "نورث برس": "إقلاع الحي صناعياً وعودته للإنتاج كما كان سابقا مازال أمراً بالغ الصعوبة بسبب عدم عودة التيار الكهربائي، فاعتمادنا على المولدات العاملة بالديزل يرتب علينا أعباء إضافية بظل الظروف الحالية ونقص المحروقات، لذلك نقوم بتشغيل ورشنا بساعاتٍ محدودةٍ وبطاقة عملٍ وانتاجٍ ما دون المتوسط حتى تستقر الأمور ويعاد التيار الكهربائي للحي الصناعي".

 

ليست فقط المصاعب الخدمية هي ما يعيق انطلاق الحي الصناعي في القاطرجي بل إن انخفاض سعر صرف الليرة السورية وارتفاع أسعار المواد الأولية لاسيما المستوردة كانت له انعكاساتٌ سلبية على الأعمال والنشاط الصناعي.

 

حسين الدرج صناعي وصاحب معمل نسيج في القاطرجي يقول لـ "نورث برس": "ارتفاع الدولار كان له أثر بالغ على توقف الكثير من الأعمال الصناعية في الحي، مثلاً معملي سأقوم بإيقاف العمل به ريثما يستقر الدولار، بسبب عدم قدرتي على شراء مواد أولية بالدولار وتصريفها بالليرة السورية تكبدت خسائر كبيرة ولا يمكن لي تكبد خسائر إضافية".

 

وبالرغم من المصاعب والعوائق الاقتصادية والخدمية تتواصل عجلة الصناعة بالدوران في حي القاطرجي في حلب،  فالحي الواقع في الأطراف الشرقية للمدينة واجه الحرب وها هو الآن يعمل وسط تبعاتها.