الواقع الأمني “غير المستقر”.. يقيد أعمال سكان من دير الزور

دير الزور – نورث برس

لا يأمن أحمد للوضع الأمني لمنطقته، وفي كل مرة يغلق الرجل محله مع مغيب الشمس، ويتجنب الخروج والتنقل بين القرى ليلاً، كي لا يتعرض لمحاولة تشليح أو قتل.

وما يثير مخاوف الرجل نشاط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، على الرغم من الحملات الأمنية المكثفة التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، لملاحقة فلول التنظيم، لكن الأنباء والأحاديث المتداولة وقربه من مسرح النشاط تبقي مخاوفه متّقدة.

يقول أحمد العلي (40 عاماً) وهو من سكان قرية الحاوي 11كم غربي دير الزور، إن الوضع في منطقته “غير مستقر”، “لكنه جيد” مقارنة بمناطق أخرى في دير الزور.

ويشهد الوضع الأمني في دير الزور، حالة عدم استقرار، كونها المعقل الأخير لتنظيم “داعش”، ومسرحاً لنشاط خلاياه، لذلك طالب مسؤولون في دير الزور التحالف الدولي، بإرساء ودعم الاستقرار وتحسين الوضع الأمني، لتقديم الخدمات للسكان.

يحاول “العلي” عدم التنقل ليلاً، أو حتى إبقاء محله التجاري مفتوحاً خوفاً من “التشليح”، ونشاط العصابات التي تستغل صفة تنظيم “داعش”، بالإضافة لطلب أشخاص، الزكاة من التجّار باسم التنظيم.

وتنشط خلايا التنظيم بشكل كبير في ريف دير الزور، على الرغم من الحملات الأمنية التي تستهدفه، وتُجبر خلايا التنظيم التجّار على دفع “الزكاة”، فيما يقول سكان إن أشخاصاً وعصابات يستغلون حالة الخوف من التنظيم، وينفذون أعمالهم تحت اسم “داعش”.

لذلك، يرفض حسن الخضر (30عاماً) وهو من سكان منطقة سفيرة 12كم غربي دير الزور، أي طلب توصيل بسيارته إلى المنطقة الشرقية، حيث يزداد نشاط التنظيم “بشكل أكبر”.

يقول، إنه يرفض طلبات الأجرة إلى المناطق الشرقية مهما كان المبلغ المدفوع لقائها، ويبرر ذلك بـ”عدم وجود الأمان، وكثرة حالات القتل دون معرفة الفاعلين”.

ويشير إلى أن أرياف دير الزور جميعها “خطرة” ولكن الريف الشرقي “بدرجة أكبر”، لا سيما خلال الآونة الأخيرة، حيث تزايد نشاط خلايا التنظيم في عموم مناطق دير الزور، ويعود السبب لوجود الحاضنة الشعبية المؤيدة، وإمكانية الاختباء في البوادي.

بينما يعزو سلطان الجابر (25 عاماً) وهو من سكان قرية حمار العلي 15كم غربي دير الزور، تردي الواقع الأمني في دير الزور إلى عوامل أخرى، كالفقر والسلاح المتفلت وانتشار المخدرات.

ويرى أن انتشار الفقر وقلة فرص العمل، أدى لتشكيل عصابات للتشليح، لا سيما في ظل انتشار المخدرات والحشيش، إذا أن مناطق دير الزور تعتبر بوابة دخولها إلى المنطقة من الضفة الأخرى للفرات، حيث القوات الحكومية و”الميليشيات” الموالية لها.

وينتقد “الجابر” غياب الرقابة والسلطة الفعلية على أرض الواقع، لا سيما بانتشار السلاح بين المدنيين، والذي أفرزت عصابات “تشليح” وقتالات عشائرية بكثرة.

وآثرت الكثير من المنظمات الإنسانية العاملة في شمال شرقي سوريا، عدم العمل في مناطق دير الزور، بسبب المخاوف الأمنية، على الرغم من حاجة القطاع الخدمي والطبي لتدخل المنظمات للنهوض فيه.

وعن الواقع الأمني المتردي، تواصلت نورث برس مع محمد الرجب الرئيس المشارك لمجلس دير الزور المدني، لكنه لم يجب.

إعداد: إيمان الناصر – تحرير: أحمد عثمان