نشاط تنظيم داعش في سوريا خلال الربع الأول من 2023

نشاط تنظيم “داعش”

لايزال تواجد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا يشكل تهديداً وخطراً على العالم أجمع, بالرغم من أنه لم يتمكن من السيطرة على أي منطقة في البلاد منذ هزيمته في آخر معاقله “الباغوز” في دير الزور شمال شرقي البلاد في آذار/ مارس 2019، على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي.

تصاعدت وتيرة نشاط تنظيم “داعش” في سوريا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2023 بالمقارنة مع العام الفائت بنسبة 49%, حيث سجل قسم الرصد والتوثيق في نورث برس 72 هجمة للتنظيم في سوريا 29 منها ضد قوات سوريا الديمقراطية و23 ضد المدنيين و20 ضد القوات الحكومية, تبنى التنظيم 36 منها, وقضى في هذه الهجمات 174 شخصاً بينهم 98 مدني، وأصيب 46 بينهم 6 مدنيين, وتوزعت الهجمات على المناطق التالية: (36 في دير الزور, 12 في الرقة, 10 حمص, 8 حماة، 4الحسكة, 1في القامشلي و1 حلب).

تزامن تزايد نشاط التنظيم مع الحملات الأمنية ضده، حيث بلغ عددها 67 حملة أمنية 61لقوات سورية الديمقراطية بينها 9 عمليات إنزال جوي للتحالف الدولي و6 عمليات للقوات الحكومية, اعتقل فيها 489 متهماً بالانتماء للتنظيم, وقتل 10 منهم كما أصيب آخر.

لم يكتفِ تنظيم “داعش” بالهجمات المباشرة التي نفذها, حيث اتبع استراتيجية جديدة خلال العام وهي زرع الألغام والعبوات الناسفة وغيرها من مخلفات الحرب في استهدافاتها, وبلغ عدد ضحاياها 115 شخصاً بينهم 84 مدنياً منهم 23 طفلاً و4 سيدات.

بالإضافة إلى هجماتها على المدنيين في البادية السورية, حيث استهدف خلال الربع الأول من العام الجاري جامعي الكماة ورعاة الأغنام وتسبب بمقتل 73 منهم بينما لايزال مصير 71 منهم مجهولاً.

وسلمت الإدارة الذاتية في الربع الأول من العام الجاري 242 شخصاً من عائلات تنظيم “داعش” الأجانب إلى دولهم, وهم  201 طفلاً و41 سيدة, بالإضافة إلى تسليمها لـ 1165 من العراقيين إلى حكومتهم, والدول التي استلمت رعاياها إلى جانب العراق هي: (إسبانيا, باربادوس, فرنسا, سلوفاكيا, قيرغيزستان, السودان, روسيا, نروج).

و يعتبر تواجد تنظيم “داعش” في شمال شرقي سوريا سواءً في المعتقلات أو السجون أكبر تواجد حول العالم, حيث يبلغ عدد عناصره مع عائلاتهم في المخيمات 60.137 شخصاً ضمن 16.755 عائلة منهم 3,661 عائلة أجنبية من 60 جنسية مختلفة بالإضافة إلى نحو 10 آلاف آخرين في مراكز الاحتجاز, بينما بلغ عدد الأطفال والنساء الأجانب من عائلات التنظيم في المخيمات 9986 شخصاً هم 2104 سيدات و7070 طفلاً.

ومن أبرز التحركات الدولية بشأن محاربة تنظيم “داعش” هو تمديد كندا لمهامها العسكرية في الشرق الأوسط  لمدة عامين آخرين، والتي كانت قد تمركزت لأول مرة للمشاركة في جهود الحرب ضد  تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”, كما زار رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي شمال شرقي سوريا, لتقييم عمليات محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”, بينما وصف قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا، عناصر التنظيم المتواجدين في محتجزات شمال شرقي سوريا بـ”جيش حقيقي قيد الاعتقال”, بعد أن زار كلاً من سوريا والعراق ودعا الدول إلى ضرورة ترحيل سكان المخيمات وإعادة تأهيلهم ودمجهم في بلدانهم ومجتمعاتهم الأصلية.