آمال مزارعي القطن بالموسم الوفير في الحسكة تصطدم بتكاليف المحصول الباهظة

الحسكة – دلسوز يوسف / جيندار عبدالقادر – NPA
بعد سنواتٍ من الخسائر التي لحقت بموسم القطن، جراء الآفات الحشرية وقلة الدعم، شهد المحصول إنتاجاً وفيراً في كافة مناطق شمال وشرقي سوريا هذا العام، بسبب تساقط الأمطار بشكل جيد.
كل هذه الوفرة وتصاعد نسبة الأمطار، لم تساعد المزارعين، إذ أنّ التكاليف الباهظة للمحصول، لربما تكاد تسدّ تكاليف زراعة هذا المحصول لهذا الموسم.
ويعتبر القطن أو ما يسمى "الذهب الأبيض" من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها المزارعون في شمال شرقي سوريا، حيث تحتل زراعة القطن المرتبة الثانية بعد القمح.
وشهد موسم القطن هذا العام إنتاجاً جيداً بحسب المزارعين، إلّا أنّ نسبة زراعته تراجعت إلى النصف مقارنة مع العام الفائت، جراء الخسائر التي لحقت بالمزارعين، وفقاً لما علمته "نورث برس" من مصادرٍ محليةٍ.
الدعم الغائب
يقول المزارع أحمد الصلال من الريف الشرقي لمدينة الحسكة، في حديثٍ لـ"نورث برس"، إنّ موسم القطن للعام المنصرم، تسبب بخسائر كبيرةٍ لهم، بسبب انتشار آفة "الدودة الشَّوكية"، ما أدى لتدني الإنتاج في ظل غياب التشجيع من قبل الجهات المعنيّة.
وأشار الصلال إلى أنّه بالرغم من خسائر السنة الفائتة تجرأنا هذا العام، وقمنا بزارعة المحصول مجدداً، لتعويض الخسارة، لكن بمساحاتٍ زراعيةٍ أقل"، منوهاً إلى أنّ الإنتاج كان جيداً لهذا العام لكن التكاليف باهظة.
وتابع الصلال: "قمنا بشراء نصف كمية الأسمدة والمحروقات، بأسعارٍ مرتفعةٍ من السوق السوداء".
وبحسب الصلال، فإنه في حال تم تصريف الإنتاج وفق تسعيرة الإدارة الذاتية بسعر /330/ ليرة سورية (52 سنتاً تقريباً) فإنهم سوف يخرجون "بخسارةٍ من الموسم"، على حد تعبيره.
غلاءٌ دون تشجيع
بدوره عبّر المزارع علي عيسى الحميد، عن استيائه من غلاء أسعار المواد، في ظل عدم وجود تشجيعٍ للمزارعين، بهدف الاستمرار في زراعته.
وأردف قائلاً: "الأسعار متدنية ولا تسدّ تكاليف الزراعة، ونحن كمزارعين، لا يوجد لدينا مردودٌ آخر سوى الزراعة، لذا الخروج بالخسارة من الموسم سيعود بضررٍ كبيرٍ علينا".
وأوضح بأنّ دعم الإدارة الذاتية للمزارعين قليلٌ جداً، "على مستوى المحروقات يقدم لنا للدونم /15/ لتر، وهذه الكمية ليست كافية، لذا نضطر إلى شرائها من السوق السوداء، التي تكون عادة أسعارها مرتفعة، لذلك نقلّل المساحات المزروعة من أجل المحروقات".
وذكر حميد بأنّه قام بزراعة مساحة /20/ دونماً هذا العام مقارنة بـ /50/ دونم في السنة الفائتة، مضيفاً "لقد تلقينا خسائر كبيرة جراء الآفات الحشرية العام الفائت، ولم تقدم الجهات المعنية الدعم، وهذه السنة قمنا بزراعة مساحاتٍ قليلة كونه لا يوجد دعم لنا".
يشار إلى أنّ الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرقي سوريا، حدّدت سعر القطن للموسم الحالي من النخب الأوّل بـ/330/ ليرة سورية، فيما السعر الأدنى /320/ ليرة.
الإنتاج جيدٌ
وتعقيباً على ردود المزارعين، قال الإداري في مؤسسة الحلج وتسويق الاقطان لشمال وشرقي سوريا أحمد اليونس لـ "نورث برس"، بأنّه بصدد استلام محصول القطن لهذا العام رسمياً، متوقعاً أن يصل الإنتاج ما بين /250 – 300/ كغ للدونم الواحد.
وأشار بأنّهم تلافوا مشكلة الآفات الحشرية هذا العام، بمنع إدخال المبيدات ذات الجودة السيئة إلى المنطقة، بعد أن شهد العام الفائت تلف /70%/ من إنتاج العام.
كذلك نوَّه إلى أنّهم كمؤسسةٍ معنيّة، سخروا كافة الإمكانات المتوفرة لديهم لخدمة المزارعين، تشجيعاً لهم، بعد أن شهدت زراعة هذا المحصول الاستراتيجي تراجعاً كبيراً منذ الأزمة السورية، وأنهم حدّدوا السعر المناسب وفق البورصة العالمية.