النقل العام أسفل جسر الرئيس في دمشق.. ساعات انتظار طويلة وازدحام يعيق الحركة
دمشق – صفاء عامر- نورث برس
تحت جسر الرئيس في دمشق، تقف سارة المحمد (22)عاماً وهي طالبة جامعية, وسط مئات من الركاب الذين ينتظرون وسيلة نقل تنهي ساعات انتظارهم الطويلة، للعودة إلى منزلها في منطقة قدسيا بريف دمشق شمال غربي العاصمة, وعلى نحو يومي يتكرر المشهد وحلقاته في سلسلة لا تنتهي أبداً.
هتافات عديدة وشتائم يمكنك سماعها قبل وصولك الجسر تصدح بها حناجر المواطنين الذين يعترضون سير المركبات تحت الجسر, ناهيك عن الروائح الكريهة التي يمكنك شمها عن بعد.
يبدأ مشهد معركة الحصول على مقعد ضمن سرفيس أو باص نقل عام, ساعة الذروة حوالي الساعة الثانية ظهراً مع انتهاء دوام الموظفين والطلاب، وتستمر أحيانا حتى الخامسة مساءاً. ويزيد من حدة الأزمة تعاقد السرافيس والباصات مع الموظفين والطلاب مسبقاً.
تقول سارة المحمد لـ"نورث برس": "أضطر يومياً للوقوف ساعاتٍ بين طوابير الناس بعد انتهاء دوامي الجامعي كي أستطيع تحصيل مقعدٍ لي في الميكرو".
بابتسامة ساخرة تضيف سارة : "ربما نحتاج إلى سجادة علاء الدين كي نصل لبيوتنا في ظل هذه المعركة اليومية".
تقول ملك الدين طالبة جامعية (21)عاماً: "أضطر للمشي إلى بداية الشارع قبل الموقف كي أجد سرفيس يقلني إلى باب توما، ومن هناك تبدأ معاناة أخرى مع باص آخر لجرمانا, وأحياناً عندما تهطل الأمطار أضطر للركوب بتاكسي من جسر الرئيس ولكن ذلك يزيد مصروفي اليومي".
"ماني طالع"
"ماني طالع"-"إذا مو عاجبك انزل"، الجملة التي يرددها معظم سائقي المركبات الذين يقفون في المواقف التي خصصت لهم كُلٌّ حسب منطقة سيره, ويضطر المواطنين للانتظار ريثما يأتي على مزاج السائق القيادة رافعاً تسعيرة الركوب, مثلاً تصبح أجرة سرافيس مساكن الحرس مئة ليرة بدلاً من خمس وخمسين ليرة، وتصبح أجرة سرفيس ضاحية قدسيا مئة وخمسين ليرة بدلاً من خمسٍ وسبعين ليرة, أما سائقو سرافيس مهاجرين صناعة فيرفعون الأجرة إلى مئة ليرةٍ بدلاً من خمسين ليرة وعلى هذا النحو.
يعلق محمد حسن(34)عاماً وهو موظف حكومي: "لا مشكلة لدينا برفع التسعيرة من قبل السائقين /50/ ليرة أو مئة ليرة إضافية، المهم أن نصل لبيوتنا بأسرع وقت ممكن وبلا أي مشكلة أو تدافع, فلدى كل واحد منا عمل آخر ينتظره بعد دوامه الحكومي".
ويضيف :" لكل سائق تبرير معين, وأسهل ما يقولونه "إذا مو عاجبك انزل".
تكسي/سرفيس:
باتت التكسي/سرفيس ملجأ آخر للمواطنين الذين لا يحبذون الانتظار والوقوف بين طوابير المنتظرين, وهو عبارة عن تكسي خصوصي يقوم بجمع الركاب.
"تبلغ الأجرة من جسر الرئيس وحتى ساحة الرئيس في جرمانا خمسمئة ليرة للراكب الواحد, بينما باتجاه ضاحية قدسيا يأخذ ثلاثمائة ليرة أو خمسمئة ليرة للراكب حسب "العجقة"، يقول أحمد سباهي .
عوّضت هذه التكاسي عن النقص في المواصلات, إلا أنها وسيلة نقل لا قدرة للجميع على الاعتماد عليها في خضمِّ الغلاء المعيشي الذي يعانيه السكان.
إذا حالف الحظ أحد المنتظرين وصعد الباص الأخضر الكبير على خطوط النقل العام, الذي يضم مقاعد قليلة لا تكفي راكبيها مما يضطرهم للوقوف فوق بعضهم البعض إذ صح التعبير وتسمع عبارات “خود عليك وفوت عالصدر"، أو "بَعِّد عن الباب" أو أو "إنتو يللي بالنص فوتوا لجوا" تقول ديالا الدخيل.
وتضيف : "وكأن الحظ تحالف مع هذه الأزمة وسائقي الباصات والسرافيس".
لمحة عن جسر الرئيس:
افتتح الجسر عام 1992, ويصل الجسر بين منطقة البرامكة وحي أبو رمانة، يقطعه الشارع القادم من ساحة الأمويين باتجاه جسر فكتوريا، يُجاور الجسر فندق "الفورسيزن" سابقاً، يقابله متحف دمشق الوطني، ويعتليه قصر الضيافة المطل على نهر بردى.
منذ تشيده خصصت محافظة دمشق المنطقة أسفله كمركز تجمّع لوسائط النقل العامة المتجهة إلى ضواحي دمشق. وتحول أيضاً لسوق تتموضع تحته مختلف البسطات من الكتب حتى الألبسة والأطعمة وأدوات المطبخ.