تبادل الألبسة.. ملجأ سكان بدمشق في ظل غلاء المعيشة

دمشق- نورث برس

تتبادل رنيم العمري (38عاماً) مع جارتها أسماء، وهما من سكان منطقة صحنايا, بريف دمشق، ألبسة أطفالهما. فشراء ألبسة جديدة أو من البالة أصبح أمراً مرهقاً ومكلفاً.

يعيش السكان في مناطق سيطرة الحكومة السورية ظروفاً معيشية في غاية الصعوبة، وسط انهيار كبير في قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي الذي طال كافة مناحي الحياة.

ومنذ مطلع العام الجاري، انخفضت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، لتلامس حاجز السبعة آلاف ليرة بعدما كانت بنحو 4 آلاف.

تقول “العمري” وهي ربة منزل، لنورث برس، إنها أعطت جارتها أسماء الخيري (35عاماً) التي ولَدت منذ شهرين، ألبسة طفلها عندما كان حديث الولادة، حيث احتفظت بملابسه كما تجري العادة عند أغلب النساء لولادتها القادمة.

وتقول المرأة الثلاثينية لنورث برس: “أصبح عمر ابني اليوم خمس سنوات ولا أفكر في الإنجاب حالياً, لذك قررت إعطاء جارتي ملابسه”.

وتضيف: “تكلفة أقل بيجاما لابنها حديث الولادة لا تقل عن 50 ألف ليرة سورية. فالأطفال حديثو الولادة تنقسم تكاليفهم إلى ثلاثة أقسام حليب وحفاضات وألبسة, وكلها أصبحت مكلفة جداً وتقارب بتكاليفها تكاليف معيشة كاملة”.

ولا يختلف الأمر عند ريهام محمد (23عاماً)، وهو اسم مستعار لطالبة هندسة معمارية، ونغم علي (23عاماً) وهو اسم مستعار لطالبة هندسة زراعية، اللتان تقطنان السكن الطلابي في المدينة الجامعية بدمشق، فهما أيضاً اعتادتا على تبادل الملابس وأحياناً شراء قطعة مشتركة لكلاهما.

تقول “محمد” لنورث برس: “أصبحت الأوضاع الاقتصادية أصعب عن ذي قبل, نتساعد سوية, وأحياناً نذهب إلى البالة في منطقة الشيخ السعد ونشتري القطعة ذاتها ونتقاسم سعرها فيما بيننا, أو العكس. أنا أشتري قطعة وريهام تشتري أخرى تحظى بإعجابنا سوية لنستطيع تنسيقها مع بقية ملابسنا”.

فيما لا ترى معينة الصفدي (40 عاماً) وهي من سكان منطقة دويلعة، “تبادل الألبسة أمراً معيباً أو يقلل من شأن الآخر, فهي تعطي صديقاتها ثياب ابنها الذي بلغ السابعة عشر، فيما تبادلها صديقتها ملابس ابنها الذي أصبح في عمر الجامعة”.

تقول “الصفدي” وهي موظفة حكومية إن “شراء الألبسة أصبح مكلفاً خاصة الشتوية فالجاكيت الولادي يكلف 100 ألف ليرة سورية وربما أكثر”.

وتضيف لنورث برس: “حتى البالة التي كانت ملاذاً وملجأً لنا، أصبحت مكلفة فالأسعار فيها تساوي الأسعار في السوق قبل الارتفاع الكبير الذي شهدته مؤخراً”.

وبالنسبة لـ”الصفدي” فلم تشتري أي قطعة جديدة منذ أكثر من 3 سنوات, “فأولادي أهم ومصاريف العائلة أهم من أن أتزين بملابس جديدة, طالما ملابسي القديمة مرتبة ونظيفة فلا حاجة لي بالجديد”.

إعداد: مرام المحمد- تحرير: فنصة تمو