ظاهرة التسول في دمشق.. طفلة لا تعرف كنيتها وأخرى لا تعرف عمرها

دمشق – أحمد كنعان

مع بداية الحرب التي أدت الى تهجير وتشريد عدد كبير من العائلات تضخم تفشي ظاهرة التسول وانتشرت بشكل كبير ووصلت إلى حدود غير مسبوقة، واللافت أن تواجد المتسولين يتواصل إلى ساعات متأخرة من الليل وأن بعضهم بعمر الشباب من ذكور وإناث إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة.

لتسليط الضوء أكثر على هذه الظاهرة, استطلعت "نورث برس"، آراء مواطنين ومسؤولين في النشاطات الاجتماعية وآخرين يتسولون.

حيث يقول المواطن بسام سلكان إنه لا يستطيع إلا أن يتعاطف معهم وخاصة الأطفال وكبار السن، ويضيف "عبارة لا تعطيني مصاري اشتريلي سندويشة، والتي صارت متوفرة على ألسنة الأغلبية من المتسولين تلخص الكثير وتنذر بالكثير وإن هؤلاء الناس لا يكذبون إنما لهم ظروفهم التي أجبرتهم على ذلك."

و حاولت "نورث برس" إقامة حوارات مع بعض المتسولين لتكوين فكرة أوسع عن معاناتهم لكن أغلبهم تهرب من الحديث إلا بعضهم، فيقول السيد وائل حسام إسماعيل (40 عاماً)، " تهجرنا مرتين، مرة من اللاذقية ومرة من الكباس ( ريف دمشق ) وتوفي أخي وأبي وساءت حالتنا وأنا مريض لا استطيع العمل".

ولدى سؤاله عن المبلغ الذي يحصل عليه يوميا قال، "أجلس هنا طوال النهار وحتى أواخر الليل وأعود إلى أمي وشقيقتي ومعي /2000/ ليرة سورية تقريبا".

الطفلة شيماء (13 عاماً)، والتي قالت إنها لا تعرف كنيتها لأنها لم تدخل المدرسة، فقد كانت تجلس على الرصيف برفقة أخويها الصغيرين وهم يفترشون بطانية من المساعدات الإنسانية التي تقدما الـUN فتقول: "تهجرنا مرتين والآن نستأجر غرفة  وأمي تعمل بتنظيف أدراج الأبنية وما تحصل عليه لا يكفي أكثر من أجرة الغرفة وانا أحاول مساعدتها في المصاريف".

أما الطفلة نور أحمد قطنة، لدى سؤالها عن الأسباب التي تجعلها تتسول في الشوارع، فتقول: "تهجرنا من الضمير ( منطقة دوما بريف دمشق ) منذ فترة طويلة وتوفي أبي وتركت المدرسة من الصف الخامس، أخرج أنا وشقيقي وشقيقتي كل يوم لنحصّل ثمن طعامنا لأن أمي لا تستطيع العمل".

وحول هذه الظاهرة المنتشرة في شوارع دمشق، تقول الناشطة الاجتماعية راما دنيا لـ"نورث برس"، "تعبنا حتى أقنعنا أكثر من طفل بالذهاب إلى دور الرعاية الاجتماعية أو دور الايتام حسب وضعه، ولكن كنا نتفاجأ به بعد أيام قليلة في الشارع مرة أخرى".

وأضافت أن السبب في ذلك هو ترسيخ عقلية الشارع في رأس الأطفال أو قد يكون الضغط عليهم من مشغّليهم، أو "ربما تعامل مجحف من قبل دار الرعاية" على حد قولها، واختتمت بأن المشكلة الأساسية تكمن في تخليص الأطفال وأهاليهم من العوز والحاجة وهي مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.