خيمة صغيرة تحولت إلى دكان لبيع الشيبس والبسكويت في مخيم نوروز… محاولة نازح لإعالة عائلته
المالكية/ ديريك- سولنار محمد- NPA
بخيمة متواضعة لا تتجاوز مساحتها المتر والنصف وعبر بضعة أكياس من الشيبس والبسكويت, قرر الشاب العفريني حميد سليمان أن يفتتح دكاناً يتحدى به ظروفه لإعالة أسرته النازحة إلى مخيم "نوروز" في منطقة المالكية/ديريك شمال شرقي سوريا.
ورغم نزوحه مرتين بسبب العملية العسكرية التركية ضد مناطق شمال وشرقي سوريا وشمالي حلب, أبى حميد سليمان أن يستسلم ويرضخ للعوز, فيوضح لـ"نورث برس" أنه وبسبب الهجمات التركية مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين, اضطر للنزوح منها مع عائلته.
ولجأ سليمان مع أسرته إلى مدينة تل أبيض/ كري سبي, ليضطر مرة ثانية وبسبب الهجمات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها, اللجوء إلى مخيم "نوروز" بمنطقة المالكية/ ديريك.
وفي مخيم النازحين يشعر سليمان بالغربة, فهو الذي هجر قسراً من مسقط رأسه الذي يبعد عنه المئات الكيلومترات, لتجبره الطائرات التركية وقذائفها مرة أخرى على التهجير من تل أبيض/ كري سبي, تاركاً ورائه ممتلكاته عرضة للنهب والسرقة.
ويضيف سليمان " لا أعرف أحد هنا وأنا غريب, نعاني كثيراً من الغربة", ليشير في معرض حديثه إلى أنه افتتح دكانة في المخيم "كي لا أبقى عاطلاً عن العمل, وأعيل أسرتي بما أجنيه من هذه الدكانة".
تجرع مرارة النزوح لمرتين على التوالي أثقلت كاهل سليمان الذي لم يبقى له شيئاً يعيل به عائلته, ليلجأ إلى افتتاح دكان صغير في محاولة منه سد رمق عائلته.
ويتأثر الدكان الصغير في مخيم بأقصى شمال وشرقي سوريا كباقي المحلات التجارية بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية, فينوه سليمان أن الأطفال في مخيم "نوروز" كانوا يقبلون على شراء الحاجيات أكثر, مضيفاً " كان الأطفال سابقاً يشترون بكثرة. كانت المواد رخيصة, أما الآن وبعد ارتفاع سعر الدولار والمواد, لم يعد الأطفال يستطيعون الشراء".
وبدأت تركيا مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها عملية عسكرية ضد مناطق شمال وشرقي سوريا في الـ9 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، في محاولة لإنشاء ما تسمى "المنطقة الآمنة"، ما تسبب بنزوح آلاف العوائل من منطقتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي.