الرقة.. قلة دعم وارتفاع التكاليف تجبر مزارعي خضار للعزوف عنها

الرقة – نورث برس

لم تستطع زهرة زراعة حقلها بالخضروات الشتوية، التي اعتادت على العمل بها كل عام، فلا قدرة للمرأة وعائلتها على تحمّل أعباء الزراعة اليوم في ظل غلاء المستلزمات.

اضطرت زهرة المحمد(47عاماً)وهي من سكان منطقة الكسرات قبالة مدينة الرقة جنوباً، على الضفة اليمنى للفرات، للعزوف عن زراعة أرضها  الواقعة خلف منزلها هذا العام، بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليف الزراعة.

ويعاني مزارعون للخضار الشتوية في الرقة، شمالي سوريا، من غلاء بأسعار المستلزمات نتيجة ربطها بصرف الدولار الأميركي، كما يشتكون قلة المحروقات في ظل انقطاع الري.

تقول “المحمد”، إن الغلاء المتزايد في أسعار المواد اللازمة لزراعة المحاصيل الشتوية، لم تسعفها قدرتها على زراعة أرضها كاملة.

وتضيف، أنهم يضطرون لشراء ليتر المازوت من السوق السوداء، بسعر 2500 ليرة لتشغيل محركات الديزل التي يستخدمونها لاستجرار مياه الري من الآبار.

وبسبب انقطاع الري منذ فترة طويلة، يضطر الكثير من مزارعي الخضار إلى الاعتماد على محركات جر المياه من الآبار أو نهر الفرات، ما يكبد المزارعين الكثير من الخسائر.

كما يضاف لمعاناة مزارعين في منطقة الكسرات، قلة الدعم لمقدم لهم لزراعة المحاصيل الشتوية في ظل غلاء أسعارها المتزايد.

أيضاً لم يزرع ياسين الرمضان(66عاماً) كامل حقله هذا العام بسبب التكلفة الكبيرة التي يحتاجها، من حراثة وسماد ومبيدات وري.

ويشتكي المزارع، من قلة الدعم من قبل الجهات المسؤولة، الأمر الذي دفعه إلى تقليل المساحة التي يزرعها مقارنة بالمواسم السابقة.

ويضيف “الرمضان”، أن جميع المواد اللازمة الزراعة من أسمدة وبذار ومبيدات وغيرها يشتريها بالدولار الأميركي بينما يباع المحصول بالليرة السورية وهذا ما يسبب له خسارة كبيرة، على حد وصفه.

ويقول ” الرمضان”، إن “كل عام يمر يصبح موسم الخضار الشتوية أسوء في منطقتهم”، بعد أن كانت الأكثر إنتاجا”، متابعاً بلهجته العامية “موسمنا تلف وما أخذنا أي دعم، إحنا ميتين زراعياً”.

ومنتصف الشهر الجاري، أصدرت لجنة الزراعة والري تعميماً يقضي بإيقاف الري من تاريخ الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير، ولغاية الخامس عشر من آذار/ مارس القادم.

ولكن مزارعون قالوا لنورث برس، إن قنوات الري توقفت خلال شهر تشرين الأول/ سبتمبر العام الفائت، واعتمدوا في زراعتهم على مياه الأمطار، مطالبين أن تكون المدة حتى الخامس عشر من شباط/ فبراير الجاري، إذ أن المدة التي حددتها لجنة الزراعة والري طويلة جداً.

إذ أن المزارعين سيعتمدون على الري بواسطة محركات الديزل، وهو ما ينذر بالكثير من الخسائر نتيجة عدم توفير المازوت الزراعي للمزارعين.

بينما اضطر مصطفى الهلال (45عاماً) إلى “تضمين” محصوله من الخضار الشتوية لمربي الأغنام، نتيجة تدني أسعار ما يبيعه منها.

يقول المزارع، إن “الإنتاج هذا العام كان قليل جداً مقارنة بالتكاليف التي تكبدها من أسمدة وأدوية وبذار، إضافة إلى لليد العاملة”.

وتتركز زراعة الخضار الشتوية في منطقة الكسرات في الرقة، حيث يعتبر مصدر الدخل لأغلب السكان، إلا أنهم اتجهوا لزراعة الأشجار المثمرة في الآونة الأخيرة، نتيجة ارتفاع تكاليف الزراعة الموسمية.

وأدى ارتفاع أسعار الأسمدة وعدم قدرة “الهلال”، على شراء المبيدات المازوت من السوق السوداء، إلى تدني إنتاجية أرضه وتلف بعضاً من محصوله.

ويعاني شأنه في ذلك شأن أغلب المزارعين من صعوبة في ري أراضيهم، وهو الأمر الذي دفعه لـ “تضمين” جزء من أرضه، لري جزء الآخر.

ويأمل “الهلال” من الجهات المعنية تقديم الدعم لهم حتى يمكنهم  متابعة زراعة حقولهم وأراضيهم الزراعية فهي مصدر دخلهم الوحيد”.

إعداد: فاطمة خالد – تحرير: أحمد عثمان