بين المدة المحدودة والازدحام.. ضياع مخصصات أصحاب مركبات في الرقة

الرقة – نورث برس

حاول سلطان الحضور باكراً إلى محطة الوقود المخصصة لفئة المركبات من نوع سيارته، بعد ضياع مخصصات الرجل لأكثر من أسبوع.

سلطان العبد الله (43عاماً) وهو من سكان مدينة الرقة، على الرغم من سكنه بجانب المحطة، إلا أنه لم يستلم مخصصاته منذ ثلاثة أسابيع، “ماتت علي ثلاث بطاقات”.

ويعاني أصحاب مركبات في الرقة من ضياع مخصصاتهم المحددة خلال الأسبوع الواحد، لا سيما وأنها “ليست تراكمية”، في الوقت الذي يشتكي فيه أصحاب محطات من قلة طلبيات المازوت التي يستلموها، فيما يعزو قائمون على محروقات السيارات نقص المادة لتحويل كميات كبيرة للتدفئة الشتوية.

ويقول “العبد الله”، إن المحطة توزع لأصحاب السيارات لمدة تتراوح بين 3 و4 ساعات وتتوقف بعد ذلك، ويشير إلى أن الطابور على المحطة يمتد لحوالي 1كم.

ويضطر الرجل، للانتظار لمدة تصل إلى اثني عشر ساعة للحصول على مخصصاته، في ظل عدم قدرته على شراء المازوت من السوق السوداء حيث يُباع بسعر 2200 ليرة، فيما يدفع ثمن مخصصاته 410 ليرة لليتر الواحد.

ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، بدأ مكتب النقل عملية توزيع البطاقات الإلكترونية الجديدة في الرقة على أصحاب المركبات والآليات بكافة أنواعها، وخصص حينها، محطات الوقود بحسب فئات المركبات.

كذلك يقف محمد، من مساء اليوم السابق، أمام إحدى محطات الوقود في الرقة، يحاول الرجل الحصول على مخصصاته باكراً، إذ أنه سينتظر أسبوعاً آخر في حال عدم حصوله على مخصصاته.

يشتكي محمد العلي (46عاماً) وهو من سكان مدينة الرقة، شمالي سوريا، من أزمة يصفها بـ”الكبيرة”، للحصول على مخصصات سيارته.

آلية لم تحل المعضلة

يعاني أصحاب السيارات في الرقة من تأخر استلام مخصصات مركباتهم، لعدة أسباب، منها تخصيص محطة وقود واحدة، بالإضافة لقلة الكميات في المحطة نتيجة كثرة المركبات.

ومطلع نيسان/ مايو العام الفائت، اعتمدت الإدارة الذاتية “البطاقة الذكية”، لتوزيع المحروقات على المركبات في مناطقها، إذ أن كل بطاقة تحوي رصيداً محدداً من الليترات.

بالإضافة إلى أن تلك البطاقة لها أنموذج معيَّن، ورمز أمان وتطبيق خاص (وصل) يتيح للمواطنين معرفة الكمية المخصصة والرصيد المتبقي بعد كل عملية تعبئة، بحسب الإدارة العامة للمحروقات.

وحين الإعلان عن بدء تطبيق آلية البطاقة الإلكترونية (الذكية)، قال صادق الخلف الرئيس المشارك للإدارة العامة للمحروقات في الإدارة الذاتية، إنّ الكميات “أسبوعية” وتنتهي المخصصات مع انتهاء الأسبوع، وليست تراكمية، أي لا يمكن تعويضها مع الأسبوع الذي يليه.

يقول “العلي”، إنه ينتظر منذ ليل سابق، للحصول على مخصصات مركبته، من إحدى محطات الوقود، حيث خُصصت محطة واحدة وفي يوم محدد لتعبئة المخصصات لبعض المركبات.

ويضيف لنورث برس، أن المخصصات تكفيه، ولكنه، في ذات الوقت، يطالب بضرورة أن يكون التوزيع في عدة محطات، إذ أن أصحاب السيارات سيخسرون مخصصاتهم، في حال عدم الحصول عليها في اليوم المحدد، من قبل المحروقات في الرقة.

ويشير الرجل، أنه أحياناً ينتظر لساعات طويلة وقبل الحصول على مخصصاته، يتوقف التوزيع بحجة نفاذ الكمية، “طيب وين نروح وشنسوي بحالنا”.

يرى “العلي” أن الآلية المتبعة في عملية التوزيع، بحيث يكون التوزيع في محطة واحدة ويوم محدد، تسبب الازدحام وتشكّل الطوابير أمام المحطة.

ولا يختلف حال أحمد المعيوف (35عاماً) عن سابقيّه، حيث ينتظر الرجل منذ الصباح الباكر للحصول على مخصصاته، بعد أن رفضت جميع المحطات باستثناء المخصصة استقباله.

ونتيجة معرفته بضياع انتظاره سدى في السيارة، حمل الرجل “بيدونة”، لتعبئة المخصصات فيها، رغم ذلك لم يستطع الحصول على ليتر واحد.

وللدلالة على وجود “وساطات” في التوزيع، يشير الرجل إلى ضرورة معرفة “صاحب الفرد لتحل مشكلتك”، “ما أخفيك بدك تدفع له 5 آلاف لـ 10 آلاف، وتروح على سادكوب تا تشتكي تلاقي الناس فوق بعضها”.

مبررات المعنيين

بينما يعزو محمد صبحي (30عاماً) وهو إداري في محطة شكري بوزان في الرقة، سبب الأزمة، “لكثرة أعداد السيارات في المدينة”، ومحطتهم الوحيدة التي توزع.

ويضيف، أن السبب الآخر هو قلة كمية طلبات المحطة التي تردهم، حيث يستلمون أسبوعياً طلباً واحداً بكمية 40 ألف ليتر، ويرى أن طلباً أو نصفه كل يومين، سيحل المشكلة.

من جهته يقول محمد التركان، إداري محروقات مكتب النقل في الرقة، إن أصحاب السيارات يعانون من قلة المحروقات، نتيجة تحويل كميات من مخصصات السير للتدفئة الشتوية.

لكن، سكان الرقة يعانون من رداءة مازوت التدفئة الشتوية، كما أن مخصصات السيارات هي من المازوت الممتاز، أما مخصصات التدفئة هي من المازوت ذو النوعية المتردية إلى “المتردية جداً”، بحسب سكان.

وأشار “التركان”، أن العمل وفق الآلية الجديدة (أي البطاقة) بدأ منذ تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، حيث وزعوا نحو 18 ألف بطاقة للسيارات.

وأضاف، أن هذه البطاقات مقسمة على خمس فئات، بحسب نوعية المركبة وحجمها، وتتراوح المخصصات وفق الفئات بين 40 ليتر، و250.

وعلى الرغم من الفارق الكبير بين مازوت التدفئة الشتوية ومخصصات المركبات، إلا أن الإداري، وعد، “بحل المشكلة مع الانتهاء من توزيع مخصصات التدفئة الشتوية في الرقة”.

إعداد: إبراهيم العيسى – تحرير: أحمد عثمان