أجور بالليرة ومستلزمات بالدولار.. حال عمال المياومة بريف الحسكة

ريف الحسكة- نورث برس

يضطر محمد سعيد الحسين (51عاماً)، إلى قطع ثمانية كيلو مترات يومياً من ريف الشدادي إلى المدينة للذهاب إلى عمله.

ويعمل الحسين في معمل لصناعة البلوك، حيث “يتقاضى على البلوكة الواحدة 90 ليرة سورية، ليصل أجره خلال اليوم ما بين 8 –  10 آلاف ليرة”.

وبسبب قلة فرص العمل في المنطقة، يضطر الكثير من السكان للعمل كعمال مياومة بأجور زهيدة لا تكاد تؤمن أبسط مقومات المعيشة اليوم، ناهيك عن تحكم أصحاب العمل بأجور العاملين.

يقول “الحسين” وهو من سكان قرية أم زر في ريف الشدادي، بريف الحسكة، إنه “يومياً يضطر لقطع مسافات طويلة ذهاباً وإياباً من وإلى عمله، من أجل تأمين قوت أسرته التي تتألف من ثمانية أشخاص”.

ويصف الرجل الخمسيني الأجر الذي يتقاضه بـ”القليل جداً”، مضيفاً أنه في كل مرة يطالب صاحب العمل بزيادة أجره يرد عليه الأخير بأن “الأرباح قليلة ولا يمكن تحقيق طلبه”.

ولكن ولغياب فرص عمل أخرى وربما صعوبة تأمينها، يضطر على مضد للقبول بالأجر الذي يتقاضاه، رغم الصعوبة التي يجدها في عمله نظراً كبر سنه.

ويعاني ذوو الدخل المحدود ممن يعملون في المهن الحرة بالشدادي وريفها، من تدهور في أوضاعهم المعيشية نتيجة الغلاء الذي بات يطغى على كافة مناحي الحياة، جراء تدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي الذي تخطى حاجز (6500) ليرة خلال الأيام الماضية.

كما يتقاضى أحمد الشويش (40 عاماً) وهو عامل مياومة في إحدى ورش البناء في الشدادي، يومياً قرابة عشرة آلاف ليرة سورية.

لكن هذا الأجر لا يكفي لتأمين كافة احتياجات عائلته المكونة من أربعة أشخاص.

ويعاني “الشويش” كسابقه، من قلة فرص العمل، بالإضافة لاستغلال أصحاب العمل والتحكم في أجور العمال.

والحال واحد لدى عمال المياومة إذ يجد “الشويش” نفسه مجبراً على الرضوخ للظروف وتقبل العمل بأجر زهيد، فذلك أهون من بقاءه دون عمل.

ويتقاضى عمال المياومة أجورهم بالليرة السورية، فيما تحسب قيمة السلع والمواد الاستهلاكية وفق صرف الدولار، ما أفقد الكثير من السكان قدرتهم الشرائية.

ويأمل “الشويش” من المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة لهم علها تخفف عنهم بعض ما يواجهونه من  تردي أوضاعهم المعيشية، وقلة فرص العمل.

ويقول حسن العبد (44عاماً) وهو عامل مياومة من سكان الشدادي، إنه “يحتاج يومياً ما بين 40 و50 ألف ليرة لتأمين مستلزمات أسرته”.

ويضيف “العبد” لنورث برس،  أنه “في أحسن الأحوال يجد عملاً بأجر 13 ألف ليرة سورية عن عمله خلال اليوم الواحد”.

إعداد: باسم شويخ- تحرير: فنصة تمو