ارتفاع الأسعار يزيد من تردي الأوضاع في إدلب ويصيب أسواقها بشلل
إدلب – NPA
تشهد محافظة إدلب شللاً في الأسواق والحركة التجارية والمدنية، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار الدولار مقابل الليرة السورية، والذي قابله ارتفاع أسعار المحروقات ومختلف أنواع المواد الغذائية.
حيث بدأت ترتفع أسعار الخضار والفواكه وخصوصاً المستوردة منها، لتصل لـ 40% مع انخفاض قيمة الليرة السورية، بينما ارتفعت أسعار المحروقات وانعدم بعض منها وخصوصاً المازوت والبنزين، بنسبة بلغت آخرها 100%.
يقول أبو شادي من نازحي حماة في إدلب لـ "نورث برس"، أن ارتفاع الأسعار سببه احتكار التجّار بالدرجة الأولى وغياب رقابة الجهات المختصة في إدلب بالدرجة الثانية، حيث يحتكر التجّار المواد الغذائية والسلع الأخرى بحجة ارتفاع أسعار الدولار، "مع أن المواد موجودة ضمن المحال قبل أن يرتفع الدولار بهذا الشكل الكبير."
بينما يقول تيم الغابي وهو من نازحي غرب حماة بمخيمات الشمال السوري، "لجأ بعض النازحين بعد ارتفاع الأسعار لإرسال أطفالهم لبيع البسكويت على أبواب المحال ووسط المدينة، والبعض الآخر يرسل أطفاله لجمع النايلون وبيعه والتعيش منه، خصوصاً أن محافظة إدلب مكتظة بالنازحين ومعظمهم بدون عمل ويعيش على السلة الشهرية المقدمة من المنظمات، إن وجدتْ."
يقول خالد العمر (35 عاماً) ولديه /5/ أطفال من نازحي ريف حلب بمخيم الطليعة قرب مدينة بنش، أنه قبل ارتفاع الأسعار كانت السلة الشهرية تكفيه نوعاً ما، أما الآن "لم تعد تكفي إلا أيام معدودة من الشهر خصوصاً أننا مقبلون على فصل شتاء بارد ولم اقم بتركيب التدفئة إلى اليوم، مما اجبرني على تدين مبلغ من المال من أحد أقاربي وافتتاح بسطة صغيرة لبيع البسكويت وغيرها للأطفال في خيمتي."
ويشكي ابراهيم المحمد صاحب محل للجملة في مدينة سرمين أنه أجبر على إغلاق محله، بعد أن عجز بيع أي شيء نتيجة عزوف الزبائن عن الشراء، قائلاً "كل شخص يبيع بالسوري أغلق محله اليوم وأعلن شبه إضراب".
ورصدت "نورث برس" بعض أسعار الخضار والمواد التموينية في أسواق مدينة سرمين شرقي إدلب، إذ وصل سعر كيلو البندورة لـ /275/ ليرة سورية والكوسا /500/ ليرة والبطاطا /175/ والخيار /300/ ليرة والباذنجان /200/ ليرة والليمون /400/، وأما أسعار المواد التموينية فقد ارتفعت بنسب كبيرة حيث وصل سعر كيلو السكر لـ /500/ ليرة والشاي /4700/ ليرة وطبق البيض /1200/ وزيت الزيتون /1200/.
وقالت عدة مصادر في مختلف مدن إدلب، إن حركة السير ضعيفة جداً خلال اليومين الماضيين، وانخفضت نسبتها لأقل من 90%، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات وانعدامها في مختلف مناطق إدلب, ووصل سعر ليتر المازوت الواحد لـ /800/ ليرة سورية بينما البنزين وصل سعره لألف ليرة سورية.