البادية السورية…مساحات خالية يَحظر نشاط خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” التنقل خلالها ليلاً

الرقة – سام الأحمد – NPA

 

باتت الطرقات الواصلة بين ريف الرقة الجنوبي ودير الزور وبين ريف الرقة الغربي وريف حمص بمنطقة السخنة والتي تخترق البوادي غير آمنة ومحفوفة بالمخاطر، فخلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تنشط في هذه المناطق المترامية الأطراف، وتهاجم الطرقات بغتة، وتقوم بقتل واختطاف من يصادف مروره منها.

 

وزاد نشاط هذه الخلايا بعد العملية التركية على شمال شرقي سوريا، وفقاً لما قاله دحام محمد الشبلي من سكان بلدة السبخة بجنوب الرقة ومن أحد وجهائها لـ "نورث برس".

 

واعتبر الشبلي أن العملية التركية على المنطقة كان لها "الدور الأكبر في إحياء خلايا تنظيم الدولة الإسلامية"

 

وأوضح الشبلي أن الطرقات إلى ريف حماة وريف حمص وحتى دير الزور "باتت تعج بالخلايا الداعشية التي تعتبر أي تحرك في هذه المناطق هدفاً لها سواء كان عسكرياً أو مدنياً".

 

وذكر لـ"نورث برس" حوادث وقعت خلال الفترة الأخيرة، حيث فُقد /6/ مدنيين هم (4 رجال وامرأتين) على الطريق الواصل ما بين منطقة الزملة ببادية الرقة ومنطقة السخنة بحمص، كانوا ينقلون حمولتهم وأغنامهم لبادية حمص، مشيراً أنهم لم يعثروا على أحد منهم وما زال مصيرهم مجهولاً لدى ذويهم.

 

ولهذه الأسباب بات السفر ليلاً، يعد ضرباً من المجازفة غير محمودة العواقب بالنسبة للأهالي القاطنين في ريف الرقة الجنوبي، لا سيما من يريد الذهاب لدير الزور أو لحمص أو حتى حماة.

 

ويُفضل الأهالي السفر نهاراً وعلى شكل مجموعات حيث تكثر الدوريات العسكرية التابعة للحكومة السورية وتُمشّط الطرقات، ولأن تنظيم "داعش" نادراً ما يظهر نهاراً، وبخاصة أنه "يعمل ضمن خلايا صغيرة ويستخدم أسلوب الكر والفر"، بحسب ما أفاد محمد الحسن، وهو عنصر أمني تابع للقوات الحكومة السورية.

 

وتابع الحسن لـ"نورث برس"، أن عناصر التنظيم عندما يظهرون ليلاً، يعمدون لضرب أي هدف ومهاجمة نقاط تقع بمناطق البادية وعلى أطراف القرى والبلدات النائية.

 

وبيّن أن التنظيم "يعمل بشكل ممنهج عبر تكثيف هجماته، بالتزامن مع الهجمات والقصف التركي على مناطق شمال وشرقي سوريا، وكأن هناك تنسيق بين الطرفين التركي والداعشي".

 

من جهة أخرى تحدّث عبد الحميد العبد الله من سكان بلدة الزملة ببادية الرقة عن تعرضهم لهجوم مؤخراً من قبل مجموعات مسلحة يعتقد أنها تابعة لتنظيم الدولة، إلا أنهم تمكنوا من صد المهاجمين الذين كانوا ينوون السيطرة على قطعان المواشي بجنوب البلدة.

 

وأضاف العبد الله بأنهم يتعاونون مع القوات الحكومة السورية في تسيير دوريات مكثفة على أطراف البادية وصولاً لمنطقة السخنة. مشيراً إلى أن التنظيم، ما زال متواجداً في الكثير من المناطق النائية، لاسيما في البوادي والمناطق التي يصعب تغطيتها أمنياً لصعوبتها واتساعها.