النقل العام في حلب.. نقصٌ كبيرٌ في عدد الحافلات وازدحامٌ دائمٌ يسبب مشاكل عدة
حلب – سام الأحمد – NPA
يعاني أهالي مدينة حلب من صعوبة التنقل بين المناطق المختلفة في المدينة بسبب الازدحام الذي تشهده وسائط النقل العام لاسيما في ساعات الذروة عندما يبدأ اليوم مع دوام المدارس والجامعات والدوائر الحكومية.
وأصبح من المألوف مشاهدة عشرات الأشخاص من مختلف الأعمار يكتظون ضمن حافلاتٍ صغيرةٍ و متوسطةٍ أو كبيرةٍ في الصباح أو عند الظهيرة، فحلب مدينةٌ واسعةٌ تحوي دوائر خدميةً وأسواقاً تجاريةً وأحياءً سكنيةً ضخمةً إضافة لمدارس وجامعاتٍ مازالت تعاني من قلة حافلات النقل العام.
"نورث برس"، استطلعت آراء الأهالي وسلّطت الضوء على معاناتهم من مشكلة التنقل بين أحياء المدينة التي تشهد في الآونة الأخيرة ازدحاماً شديداً بعد توقف المعارك وسيطرة القوات الحكومية عليها.
يقول محمد خير توفيق، وهو موظفٌ في دائرة المالية بحلب، إنّه اعتاد الذهاب يومياً إلى موقف الحافلات قبل ساعةٍ من موعد دوامه ليتمكن من ركوب الحافلة التي ستقله إلى حيّ الجميلية حيث يعمل.
ويضيف: "أعاني يومياً من مصاعب في ركوب وسائط النقل العام سواءً في ذهابي لوظيفتي أو في عودتي إلى منزلي، مع العلم أنّ تعرفة ركوبي /50/ ليرة سورية وهي لا تتناسب مع دخلي الشهري الذي لا يتجاوز /40/ ألف ليرة ولكن لا خيار لدي فهي مصدر دخلٍ لي ولأسرتي".
وتقول طالبة قسم الإرشاد النفسي في كلية التربية، إنعام عبدالله، "أضطر في معظم الأوقات لركوب الحافلات الصغيرة بأماكن ضيقةٍ جداً وهذا لا يليق بي كفتاة، أو أقف طوال الوقت في الحافلات الكبيرة".
وتكمل بأنّه لا بديل آخر لديها لأنّ أجرة السيارات الخاصة (التكسي) تضاعف مراتٍ عدة أجرة النقل العام، وأنّها لا تستطيع تحمل تكاليف نقلٍ باهظة.
محمد إدلبي، سائق باصٍ على خط الحمدانية غربي، يقول إنّهم سمعوا كثيراً أنّ المحافظة ستستورد بالتنسيق مع وزارة النقل أعداد أخرى من الحافلات لتخفيف الازدحام، ولكن الأمر لم يتحقق إلى الآن.
ويضيف أنّه يحصل على مردودٍ جيدٍ عندما يحملون ركابً أكثر من القدرة الاستيعابية وهو أمرٌ من مصلحة السائقين، ولكنه يَحزنُ عندما يشاهد الركاب وخاصةً النساء وكبار السنِّ يقفون على أرجلهم أو يجلسون في أماكن ضيقةٍ وغير صحيةٍ، على حدّ تعبيره.
أما المهندس أحمد رجب، فيؤكّد لـ"نورث برس"، أنّ دولة الصين منحت سوريا هبةً مقدارها /100/ حافلة نقلٍ كبيرةٍ ولكنها لم تحلّ المشكلة، فالمدينة بحاجة إلى مئاتٍ من الحافلات لسد النقص الموجود لا سيما أنّها تستعيد حركتها السكانية النشطة في معظم أحيائها كما يؤكّد رجب.