طينُ الفقر والنزوح يُزيد بلّهُ المرضُ.. ستة أطفالٍ دون مُعيلٍ يثقلون كاهل نازحةٍ من رأس العين

الرقة – مصطفى الخليل – NPA

 

منزلٌ مؤلفٌ من غرفةٍ واحدةٍ، لا يغطيه كباقي الغرف المعتادة سقفٌ من الحجارة والإسمنت، بل التوتياء التي لا تقي ساكنيه برد الشتاء القارس، تسكن فيه عائلة فاطمة عبدي، النازحة من مدينة رأس العين / سري كانيه.

 

تأوي الغرفة عائلةً مؤلفةً من ثمانية أشخاصٍ، لا حول لهم ولا قوة، فالزوج يكاد لا يغادر أبواب العيادات والمشافي من شدة المرض، وأطفالٌ لم تستطع العائلة تأمين أبسط متطلباتهم الحياتية، نتيجة سوء الأوضاع المادية، حسب ما توضّحه فاطمة عبدي البالغة من العمر /37/ عاماً لـ"نورث برس".

 

منزل العائلة التي هجَّرتها العملية التركية من مدينتها ومسقط رأسها، تظهر عليه ملامح الفقر والعوز، فجدرانه ما تزال تحمل آثار الرصاص والمعارك التي دارت في الرقة، بأرضيةٍ غير مجهّزةٍ وبابٍ مهترئ تآكل من الصدأ لِقِدَمه.

 

فاطمة التي نزحت مع زوجها وأطفالها الستة من مدينتها، تاركةً كغيرها من العائلات ما تملكه، اتجهت إلى عين العرب / كوباني، ومدينة تل أبيض / كري سبي، لتستقر في نهاية النزوح في حي الأندلس شمالي مدينة الرقة.

 

وهنا تقول فاطمة "سرقوا منزلنا ودمَّروه، ولم يبقوا لنا مكاناً نستقر فيه"، في إشارةٍ منها إلى القوات التركية والفصائل المعارضة المدعومة منها، متسائلةً "ماذا يريدون منا؟!، ماذا يريد أردوغان منا؟".

 

تعود وتتساءل فاطمة "الجيش الحر كانوا من أبناء سوريا، لماذا يقاتلوننا إلى جانب تركيا؟"، لتضيف قائلةً وبنبرةٍ صارمةٍ "أردوغان لا يخاف الله".

 

وتشير فاطمة إلى أنّهم نزحوا ست مراتٍ، تاركةً في كل مرةٍ ما تمتلكه العائلة، لتنزح بالثياب التي يرتدونها فقط، منوّهةً إلى أنّه لا توجد مساعداتٌ تعيل عائلتها.

 

وتتخوف فاطمة من وصول الحرب إلى الرقة، وتتنهد لتقول "أودت الحرب بحياة الكثير من الأطفال الصغار والنساء والرجال".

 

تأمل فاطمة كغيرها من نازحي رأس العين / سري كانيه العودة إلى مدينتها ومنزلها الذي هُجِّرت منه بسبب الهجمات التركية على منطقة رأس العين / سري كانيه، وسيطرت عليها فصائل المعارضة التابعة لتركيا.