عائلة من /42/ شخصاً هجّرتهم العملية التركية من رأس العين لتحط بهم رحال النزوح في الشدادي

الشدادي- باسم الشويخ- NPA

 

بعد العملية العسكرية التركية التي قامت بها تركيا مع فصائل المعارضة المدعومة منها، تهجَّر الآلاف من المناطق الحدودية، ولا سيما من منطقتي رأس العين / سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي من ديارهم، بحثاً عن ملاذٍ آمنٍ لأطفالهم وحياتهم، تاركين خلفهم كل ممتلكاتهم وأرزاقهم.

 

لجأت بعض العائلات من منطقة رأس العين / سري كانيه إلى مدينة الشدادي، حيث تعيش العوائل ظروفاً معيشيةً صعبةً، فجلُهم خرج من منزله بالثياب التي يرتديها فقط، نتيجة حدّة القصف التركي على المنطقة.

 

ويؤكّد جاسم محمد، نازحٌ من منطقة رأس العين/ سري كانيه إلى مدينة الشدادي، أنّ القوات التركية والفصائل المدعومة منها، قصفت منطقة رأس العين / سري كانيه بالمدفعية والطائرات دون تمييز.

 

ويشير محمد إلى أنّهم اضطروا للنزوح إلى مدينة الشدادي، بحثاً عن ملاذٍ أمن يأويهم هو وعائلته المكوّنة من /42/ شخصاً بينهم /15/ طفلاً، دون أن يحملوا فراشاً أو غطاءً يحميهم من برد الشتاء.

 

وينوّه محمد إلى أنّه تصلهم أخبار من منطقة رأس العين/ سري كانيه تفيد أنّ الفصائل المدعومة من تركيا تنهب كل ممتلكات الأهالي من أدواتٍ كهربائيةٍ ومولداتٍ للكهرباء، فضلاً عن إحراق البناية التي تحوي منزله، متسائلاً "لماذا؟".

 

ويلفت محمد إلى أنّهم يعيشون ظروفاً معيشيةً صعبةً في مدينه الشدادي، في ظل غياب المنظمات الإنسانية، قائلاً "تأتي اللجان وتسجّل وتذهب من دون عودةٍ، فلا حياة لمن تنادي".

 

وتتشابه قصص النزوح، فجميع من خرج من منزله وأرضه قسراً، يتجرع مرارتها ويعيش ويتحمل ظروفاً قاسية عليه، وجلُهم لم يراوده يوماً فكرة أن يترك منزله وأرضه وممتلكاته تنهبها الفصائل المسلّحة، ليعيش هو في منزلٍ يفتقر أغلب مقوّمات العيش ويكون في وضع يعجز عن تقديم لقمة عيشٍ لأطفاله، في حقيقةٍ مرةٍ لا يعلمها إلّا من عاشها.

 

كما أنّ دحام محمد نازح آخر من رأس العين / سري كانيه، حطت به رحال التهجير في مدينة الشدادي، يقول لـ"نورث برس"، إنّ القوات التركية "قصفت المدينة بجميع الأسلّحة وارتكبت مجازر على الشريط الحدودي".

 

ويبيّن دحام أنّ عائلته تفتقر لكل مقوّمات الحياة، فهو الآخر غادر منزله دون أن يحمل معه شيئاً، تاركاً خلفه كل ما يمتلكه، مؤكّداً أنّه لم يتم تقديم أيّ مساعداتٍ لهم في الشدادي.

 

وبين النزوح والاستقرار المؤقت، مسافةٌ كبيرةٌ من الألم، يعتصر قلب متجرعيها مع بداية كل يومٍ، فيما المنظمات الدولية لا تزال بعيدةً عن هذه المأساة التي بلغ ضحاياها أكثر من /300/ ألف نازحٍ.