الهجمات التركية تسبب تراجعاً في القطاع الزراعي في مثلث الحدود مع العراق وتركيا

المالكية / ديريك – سولنار محمد – NPA

تسببت العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد مناطق شمال وشرقي سوريا، بتراجع قطاع الزراعة، ومنع معظم الفلاحين من زراعة أراضيهم في القرى الحدودية في منطقة المالكية / ديريك شمالي الحسكة.

وأكد الرئيس المشارك لمؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية صلاح حمزة لـ"نورث برس"، أن العملية التركية "أثرت بشكل سلبي على جميع المجالات ومن ضمنها قطاع الزراعة".

وأوضح حمزة أن معظم الفلاحين لم يزرعوا أراضيهم هذه السنة، نتيجة تخوفهم من أن يستهدفهم الجيش التركي والفصائل المسلحة، فضلاً عن موجة النزوح التي شهدتها المناطق الحدودية.

وأضاف حمزة أن نحو ستة آلاف دونم قرب الحدود لم يكن أصحابها يستطيعون زراعتها منذ سنوات، بسبب استهدافهم المتكرر من قبل القوات التركية، منوهاً إلى أن مساحة الأراضي التي بقيت دون زراعة، توسّعت بعد العملية العسكرية التركية ضد المنطقة.

ونوه حمزة إلى أن قسماً من الفلاحين قاموا بزراعة أراضيهم، بـ"حذر" وقلّلوا من المساحة المزروعة.

وتراجع عدد الأشخاص الذين حصلوا على ترخيص زراعي إلى /200/ مزارع، بعد أن كان عدد الحاصلين عليه في العام الماضي يتراوح من /600/ إلى /700/ مزارع، بحسب ما أكده الرئيس المشارك لمؤسسة الزراعة والثروة الحيوانية.

وحول توزيع البذار، لفت حمزة إلى أنهم وزعوا على المزارعين نحو /2200/ طن من بذار القمح، بسعر /180/ ليرة سورية و"يعتبر هذا الوزن ضئيلاً مقارنة بالسنة السابقة"، بحسب قوله.

ووزِّعَ على الفلاحين سماد نوع "يوريا" بسعر /400/ دولار للطن الواحد، فيما بلغ سعر السماد المركب /130/ ألف ليرة سورية لكل طن، حيث تتوفر البذار والأسمدة وتوزع في ثلاثة مراكز بالمالكية / ديريك والزهيرية وخان الجبل، بحسب ما أفاد به صلاح حمزة.

فيما قال المزارع المنحدر من قرية جم شرف الحدودية، بشير جتو لـ"نورث برس"، إن بعض الفلاحين توقفوا عن زراعة أراضيهم وتأخر بعضهم الآخر بزراعتها نتيجة العملية التركية لكنهم تراجعوا وقرروا "عدم تركها بوراً حيث بدأوا بنثر البذار ورش السماد".

وأشار جتو إلى أن البذار والأسمدة متوفرة، مبيناً أن "سعر السماد باهظ، لا سيما أن الإنتاج خلال العامين الماضيين لم يكن جيداً"، على حد قوله.

من جانبه أوضح المزارع الذي عرَّف عن نفسه باسم "أبو شيرين" من قرية كردميه بالريف الشمالي لمدينة المالكية، أنه لم يستطع زراعة أرضه منذ ست سنوات لقربها من الحدود التركية.

كما لفت إلى أن بعض الفلاحين زرعوا أراضيهم خلال العام الماضي وامتنع غالبيتهم عن ذلك، فيما لم يستطع أي فلاح في القرية أن يزرع أرضه خلال العام الجاري.

وتجنب معظم أهالي منطقة المالكية / ديريك زراعة أراضيهم القريبة من الحدود خلال السنوات الماضية، بسبب "عدم سماح الجيش التركي للمزارعين الاقتراب من تلك الأراضي".

فيما أردف أنه مع انطلاق العملية العسكرية التركية ازدادت مساحة الأراضي التي بقيت دون زراعة بسبب القصف المدفعي والجوي التركي، ونزوح السكان تخوفاً من المواجهات.

وأطلقت تركيا والفصائل المسلحة التابعة لها العملية العسكرية الأربعاء في الـ9 من تشرين الأول / أكتوبر الماضي ضد الشمال السوري، في محاولة لإنشاء ما تسمى "المنطقة الآمنة"، بهدف إسكان اللاجئين السوريين وإحداث تغيير ديمغرافي بالمنطقة.