الوضع الاقتصادي ينغص على سكان بدمشق احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة

دمشق- نورث برس

تنوي عائلة كارلا هذا العام الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية ضمن المنزل وبأقل التكاليف الممكنة على خلاف العام الماضي حيث قضوا ليلتهم في مطعم بدمشق.

الأربعينية كارلا حنا من سكان حي القصاع بدمشق تقول إن العام الحالي هو الأسوأ عن بقية الأعوام، إذ أن الفروق الاقتصادية أصبحت عشرة أضعاف حتى بالنسبة لتكلفة الاحتفال برأس السنة وعيد الميلاد.

تضيف: “لا نستطيع التبذير في تكاليف الاحتفال، سيقتصر الأمر على عشاء وتجمع العائلة”.

وفي ظل تصاعد أزمة الغلاء وتدهور الوضع المعيشي، ألغى سكان في دمشق ما اعتادوا عليه في احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، لجأ البعض للاستعانة بما استخدموه العام الماضي، بينما ألغى الكثيرون الاحتفال في المطاعم.

ولا شك أن التدهور الاجتماعي والاقتصادي في سوريا هو الأسوأ منذ بداية الأزمة، بحسب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيثس.

المسؤول الأممي وفي جلسة لمجلس الأمن عقدت حول الوضع في سوريا في الواحد والعشرين من الشهر الجاري، أعرب في عن خشيته من ألا يوفر عام 2023 الكثير من الراحة للشعب السوري.  

ويتفق معه مبعوث الأمين العام الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن في أن “السوريون يواجهون أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة  داخل وخارج البلاد وفي كل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والمناطق الخارجة عن سيطرتها”.

ويستمر نزيف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، في تداولات السوق السوداء، حيث سجل سعر مبيع صرف الدولار الأحد في دمشق 6425 ليرة، والشراء 6325 ليرة.

هذا التدهور في قيمة الليرة، يتزامن مع ارتفاع جميع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.

لذا يتعذر على الثلاثيني مصطفى البدوي من سكان حي باب توما بدمشق شراء جميع مستلزمات الاحتفال برأس السنة الميلادية.

في رأس السنة الفائتة، تمكن “البدوي” وعائلته بمبلغ 200 ألف ليرة سورية تجهيز عشاء مناسب ابتداءً من شراء اللحوم وصولاً للفواكه ودعوة أصدقائه أيضاً.

يقول إن تكلفة الاحتفال هذا العام  تحتاج لضعفي المبلغ الذي صرفه العام الماضي كحد أقصى.

فيما يشرح  الأربعينيي حمزة الشريف من سكان المزة  بدمشق أن التكاليف الاقتصادية هي من تحول دون احتفاله برأس السنة، فتكلفة العشاء في المطاعم لا تقل عن 500 ألف دون حضور حفلة، فيما كان ذات المبلغ العام السابق كاف للاحتفال والعشاء.

وتصل تكلفة الحفلات في دمشق للشخص الواحد ما بين 300 إلى  750ألف ليرة.

ويشير “الشريف” أنه العام الماضي مضت ليلة رأس السنة بلا تقنين كهربائي، “لكن أعتقد هذه السنة سنبدأ عامنا الجديد على العتمة”.

ويضيف مازحاً، “بالنسبة لي ولعائلتي سنحتفل في فندق خمس نجوم وهو المنزل وبلا كهرباء”.

إعداد: مرام المحمد – تحرير: سوزدار محمد