تأخر توزيع المازوت يزيد معاناة مزارعي المحصول المروي في ريف الحسكة

ريف الحسكة ـ نورث برس

يضطر محمد الثامر (30 عاماً)، وهو مزارع من ريف الشدادي بريف الحسكة، إلى شراء مادة المازوت من السوق السوداء لري محصوله من القمح والشعير المروي، وذلك لعدم حصوله على مستحقاته من لجنة الزراعة حتى اللحظة.

ويملك الثلاثيني 180 دونماً زراعياً، قام بحراثة 150 منها وبذرها بمحصول القمح المروي، بالإضافة لـ30 دونماً بمحصول الشعير.

ويقول “الثامر”، لنورث برس، إنه لم يحصل على مستحقاته حتى اللحظة، الأمر الذي دفعة إلى التوجه إلى السوق السوداء لشراء مادة المازوت لري محصوله الزراعي، بأضعاف أسعار المادة التي تقدمها لجنة الزراعة.

وتحتاج الرية الواحدة لتلك المساحة إلى 18 برميلاً من المازوت بسعة 220 ليتراً للبرميل، وسعر البرميل الواحد 250 ألف ليرة سورية.

كما اشترى خمسة أطنان من القمح بسعر 3500 ليرة للكيلو الواحد من السوق السوداء، بالإضافة إلى 2 طن من الشعير بسعر 3000 ليرة سورية للكيلو الواحد.

ويعتمد “الثامر” كغيره من سكان ريف الشدادي، في معيشته على الزراعة، “لكن دمرتنا التكاليف وقلة والدعم، وفي حال لم يتم دعمنا سيعزف الكثير من المزارعين عن زراعة أراضيهم”.

ويشتكي الكثير من المزارعين، ارتفاع سعر المحروقات في السوق السوداء والتي يصل سعرها إلى ضعفي سعر المادة التي تقدمها لجنة الزراعة.

ويملك المزارع خالد الفارس (66 عاماً) من ريف الشدادي، 150 دونماً زراعياً بذرها بمحصول القمح المروي، ويقف أمام أرضه متأملاً حصوله على مادة المازوت لري المحصول.

ولضعف حاله المادي وغياب القدرة الشرائية لديه، استدان مبلغاً مالياً لشراء البذار من السوق السوداء، بالإضافة لدفع أجور جرار الحراثة، دون أن يكفيه المبلغ لشراء مادة المازوت من السوق السوداء نتيجة ارتفاع الأسعار.

ويشير المزارع، إلى أنه لم يحصل على الدعم من لجنة الزراعة، “تأخر توزيع المحروقات أضر بالقطاع الزراعي”.

ولم تمنح لجان الزراعة في مناطق ريف الحسكة الجنوبي الرخص الزراعية لمزارعي الشعير المروي والبعل لهذا العام، وخصصت الرخص لمزارعي القمح المروي فقط.

ولم يحصل المزارعون الذين يملكون أراض زراعية على سرير نهر الخابور، على الرخص الزراعية أيضاً، لعدم وجود كميات كافية من المياه في سد الحسكة الجنوبي لري المحاصيل الزراعية، جراء شح الأمطار خلال الأعوام الفائتة.

أرجع مهند المطوب الرئيس المشارك للجنة الزراعة في الشدادي، سبب تأخير توزيع مادة المازوت على المزارعين لنقص الكميات الواردة إلى المدينة، والتوجه إلى تزويد كميات مازوت التدفئة المخصص للسكان في الحسكة وريفها.

وأشار في حديث لنورث برس، إلى أن 335 مزارعاً من أصل 2500 مزارع، حصلوا على مخصصاتهم من الدفعة الأولى من المازوت.

ويحصل المزارع على خمس دفعات طوال المواسم، وتبلغ مخصصات الرية الواحدة للدونم الواحد من 20 إلى 30 ليتراً من المازوت، بحسب استطاعة المحركات وأعماق تنزيل المضخم، بسعر 410 ليرة سورية لليتر الواحد. 

وبحسب “المطوب”، فإنه بعد أيام قليلة سيتم الانتهاء من عملية توزيع مازوت التدفئة، وحينها سيتم تزويد كميات المازوت ليتم توزيعها على المزارعين.

وبلغ مساحة الأراضي المروية المرخصة لدى لجنة الزراعة 230 ألف دونم، بحسب إحصائيات لجنة الزراعة.

وساهمت الهطولات المطرية الأخيرة في ريف الحسكة الجنوبي، بإنعاش زراعة المحاصيل البعلية بمساحات واسعة، بعد أن أدى الجفاف إلى تقليصها خلال الأعوام الفائتة.

إعداد: باسم شويخ ـ تحرير: قيس العبدالله