الحسكة – نورث برس
يومياً يقصد صالح، كراج حي مرشو وسط مدينة الحسكة، للعودة إلى بلدته بعد إنهاء عمله، يحجز دوراً له في الميكروباص وينتظر أمام باب الكراج لحين اكتمال عدد الركاب.
وبينما كان ينتظر اكتمال عدد الركاب، يقول صالح الفياض (28 عاماً)، من سكان بلدة مخروم في منطقة جبل عبدالعزيز شمالي الحسكة، إن الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم الأوساخ وتجمع مياه الأمطار وتشكل الأوحال داخل الكراج تدفعه للانتظار أمام بابه.
ويصف الشاب العشريني الذي يعمل في القامشلي، ويضطر يومياً للسفر من بلدته نحو الحسكة ليتجه صوب مكان عمله في القامشلي ويعاود الكرة مع انتهاء عمله قبل غروب الشمس، حال الكراج بأنه، “مكب نفايات”.

وبداية دخولك كراج حي مرشو، تجد أكياس القمامة مبعثرة في الكراج، تفوح منها روائح كريهة، وغالبيتها تعود لسكان المنطقة المحيطة به، فيما تقف معظم باصات النقل الداخلي وسط برك صغيرة من المياه التي تتشكل بعد هطول الأمطار، ويرافق ذلك تشكل أوحال وطين ما يصعب حركة الركاب والسائقين.
ويفتقر هذا الكراج الذي يتوسط المدينة ويقع بين منطقة حي مرشو والمنطقة الصناعية، لكراسي جلوس المسافرين وحمامات رغم أن المئات من الركاب يقصدونه يومياً، كما أن أرضيته غير معبدة، ما يسهل تشكل الطين مع هطول الأمطار.
ويضم الكراج عشرات باصات النقل الداخلي التي تقل السكان داخل أحياء المدينة وإلى البلدات والقرى المحيطة بالحسكة.
ويضم خطوط نقل أحياء المشيرفة والكلاسة ودولاب العويص وبلدات صفيا والتوينة ومخروم.
ويقول محمد عبدالقادر (45 عاماً)، سائق يعمل على خط الحسكة – صفيا، إن السائقين يدفعون 13 ألف ليرة سورية شهرياً كرسوم مترتبة على مالكي وسائل النقل الداخلي التي تستخدم الكراج، “ورغم ذلك الخدمات معدومة، هذا الكراج بالاسم كراج”.
ويجد “عبد القادر” كما أقرانه صعوبة في إيجاد مكان مناسب لإيقاف سياراتهم أثناء هطول الأمطار، حيث “يتحول الكراج إلى بحيرة تتجمع فيها المياه، ولا يمكن للركاب أن يستقلوا السرافيس”.
وحول شكاوي السائقين والركاب، اكتفى نبيل شيخي، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الحسكة بالقول بأنهم سيجدون حلاً في أسرع وقت ممكن لتجمع النفايات.
واستناداً إلى كلام “شيخي”، يستنتجعبدالحليم الساير، أن لا حلول قريبة بما يتعلق بإنشاء حمامات ووضع كراسٍ وتعبيد ساحة الكراج.
ويشاطر المعاناة ذاتها مع سابقه، فهو الآخر ونظراً لتراكم الأوساخ والوحل لا يجد مكاناً مناسباً لإيقاف سيارته.
وخلال فصل الصيف ولافتقار الكراج إلى سقف مسقوف، يقضي السائقون والركاب ساعات تحت أشعة الشمس في انتظار امتلاء الباصات، ما يعرضهم لإصابة بضربات الشمس.
ويضيف “الساير” الذي يعمل سائقاً على خط حي المشيرفة – مركز المدينة، “الكراج بات مكباً للنفايات، لماذا ندفع 13 ألف ليرة إذا لم يهتموا لحال الكراج؟”.