القصف التركي لمنشأة الغاز يحرم 17 ألف عائلة في كوباني من مخصصاتهم

كوباني- نورث برس

ينتظر محمد منذ شهر استلام أسطوانة غاز سجلها لدى معتمد في حيّه ويخشى أن يطول الأمر أكثر وسط توقف إنتاج الغاز المنزلي بالكامل في شمال شرقي سوريا.

والأسبوع الماضي، بدأ مكتب الغاز بمديرية المحروقات في كوباني بالتسجيل على أسطوانات الغاز لدى المعتمدين بعد توقفه منذ العشرين من الشهر الماضي إثر القصف التركي العنيف الذي طال مناطق متفرقة في شمال شرقي سوريا.

ويقول محمد علي (70 عاماً) من سكان مدينة كوباني، إن إجراءات التسجيل وإرسال الأسطوانات وعودتها قد يستغرق نحو شهر، وقد لا يحصل على مخصصاته من الغاز في حال كان هناك نقص في التوريد إلى كوباني من منطقة الجزيرة.

وأدى قصف طائرات تركية لمعمل إنتاج الغاز المنزلي في ريف ديرك في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لحرمان آلاف العائلات في كوباني من مخصصاتهم الشهرية من أسطوانات الغاز، بسبب توقف الإنتاج.

ونتيجة الغارات التركية، تضررت دارتين أساسيتين في المعمل وهما (التجفيف والتبريد)، بذلك توقف إنتاج الغاز المنزلي بالكامل عن سكان شمال شرقي سوريا.

وتقدر نسبة الضرر الذي لحق بالمعمل بـ 50%، وهو ما يتطلب وقتاً إضافياً لإعادة تأهيله وعودته إلى الإنتاج وسط صعوبات في تأمين قطع التبديل.

وتوقّع مشرفون على صيانة المعمل، انتهاء أعمال الصيانة بعد نحو ثلاثة أشهر، شرط عدم حصول عراقيل في تأمين القطع، وكذلك تأمين الخبرات الفنية اللازمة.

وكان المعمل ينتج ما يقارب 130 طناً من الغاز المنزلي أي ما يعادل 13 ألف أسطوانة يومياً، بحسب إدارته.

إلا أن هذه الكمية كانت لا تسد حاجة السوق المحلي، لذلك كانت الإدارة الذاتية تستورد كمية من الغاز من إقليم كردستان العراق، بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين في الإدارة الذاتية لـنورث برس.

ومع توقف الإنتاج، كان عكيد عبدالمجيد، إداري في المعمل قد قال في وقت سابق لنورث برس إنهم سيسدون النقص الحاصل من الاحتياطي لديهم إلى جانب استيرادها رغم تكلفتها الباهظة التي تصل لـ 5 دولار لكل أسطوانة تقريباً.

وكما تسبب القصف التركي على كوباني بتوقف المعتمدين عن التسجيل، بسبب مخاوفهم من استهداف المدفعيات التركية والطيران لمستودعات التخزين.

وفي العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، صعّدت تركيا من قصفها لمناطق شمالي سوريا، مستهدفةً بنى تحتية ومرافق عامة بشكل أساسي.

وأمام ذلك لم يرسل عبدو نجار وهو معتمد غاز في حي “الشهيد خبات” بمدينة كوباني، أسطوانات الغاز في هذه الفترة، إذ لم يسجلوها في ظل مخاوف سكان المنطقة من التصعيد العسكري التركي الأخير.

ويشير أن كل مركز من مراكز معتمدي غاز في كوباني يسجلون بين 900 إلى 1000 أسطوانة غاز شهرياً. 

وتباع أسطوانة الغاز وفق البطاقة التي منحتها الإدارة الذاتية بـ8500 ليرة، وكانت تباع قبل ذلك بـ 3500 ليرة، فيما يتراوح سعر تبديل الأسطوانة في السوق السوداء بين 45- 75 ألف ليرة.

ويقول عبد الله حج حسين وهو إداري في مكتب الغاز بمديرية المحروقات في كوباني، إن المكتب يوزع 33 ألف أسطوانة غاز شهرياً، لكنهم توقفوا عن إرسال الأسطوانات إلى الجزيرة بعد استهداف المعمل.

ويشير “حج حسين”، أن توقفهم عن العمل في تلك الفترة، أدى لحرمان 17 ألف عائلة من مخصصاتهم من أسطوانات الغاز خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وبدأوا خلال الأسبوع الماضي بإجراءات التسجيل على أن يرسلوا الأسطوانات الفارغة إلى الجزيرة بعد الانتهاء من إجراءات التسجيل.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: أحمد عثمان