أزمة المحروقات تعيق وصول معلمين بحلب لمدارسهم

حلب- نورث برس

منذ تفاقم أزمة المحروقات في المناطق الحكومية، تدفع نور 25 ألف ليرة سورية أسبوعياً لصاحب سرفيس تعاقدت معه مع معلمين آخرين منذ بداية العام الدراسي الجديد لإيصالهم من مدينة حلب إلى مدرستهم في الريف، بعد أن كانت تدفع 12 ألف ليرة.

لكن الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، إذ تدفع نور شيخ البساتنة (26 عاماً) مدرسة لغة عربية في مدرسة فاح في منطقة السفيرة شرق حلب، أجور نقل للوصول إلى مكان السرفيس الذي حدد صاحبه موقفاً محدداً في منطقة جامعة حلب لنقلهم إلى المدرسة.

تستاء المعلمة التي تسكن في حي شارع النيل من هذا الحال، إذ تتجاوز أجور المواصلات للذهاب إلى المدرسة والعودة منها 35 ألف أسبوعياً.

تقول: “سنستدين فوق راتبنا لتغطية نفقات المواصلات للوصول لمكان عملنا”.

ويبلغ متوسط رواتب الموظفين في المناطق الحكومية 100 ألف ليرة سورية شهرياً.

وتعتبر أزمة المحروقات أزمة متجددة في المناطق الحكومية، فبين الحين والآخر تزداد لتعود وتختفي شيئاً فشيئاً ثم تعود وتظهر من جديد، وسط فشل الحكومة في كل مرة بالوصول إلى حل جذري لها.

وبداية الشهر الجاري تفاقمت الأزمة بشكل كبير، حيث فقدت المحروقات بكافة أنواعها ولم يعد بإمكان السكان والموظفين الوصول إلى أماكن عملهم.

الحكومة لجأت إلى اتباع سياسة العُطَل في محاولة لتدارك الأزمة، والثلاثاء الماضي، أصدرت قراراً بتعطيل الجهات العامة لمدة سبعة أيام تبدأ من الخامس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الجاري ولغاية الأول من كانون الثاني/ يناير العام المقبل.

وقبلها بأيام، قررت الحكومة تعطيل الجهات العامّة يومي الأحد الموافق لـ 11 والـ 18 من الشهر الجاري.

وتقول نهال عبد الرحمن (39 عاماً)، أمينة سر في مدرسة في أحياء حلب الشرقية، إن كل مطالباتهم لمديرية التربية بحلب والتي تقتصر على ضرورة تأمين مواصلات دائمة للكوادر التعليمية “باءت بالفشل”.

 وتضيف: “لم نتلقَ أي رد أو استجابة، الكوادر التعليمية تتحمل أعباء ومشاق الوصول للمدارس”.

لكن الأزمة لا تقتصر على المواصلات، إذا لم تستلم مدارس في حلب مخصصاتها من مازوت التدفئة إلى الآن، الأمر الذي تسبب بنزلات برد أصابت الأطفال، كما يغيب بعضهم عن الدوام بسبب برودة الجو، بحسب معلمين.

والحال لدى رنا حمامي (30 عاماً)، هو ذاته، إذ تبذل جهوداً مضنيةفي سبيل الوصول لمدرستها في بلدة كفرحمرة شمال حلب.

المدرّسة الثلاثينية والمقيمة في حي سيف الدولة، باتت على موعد يومي مع معاناة تأمين وسيلة نقل تقلها إلى مدرستها حيث تضطر أحياناً وبعد طول انتظار إلى الرجوع لمنزلها.

وتقول “حمامي” إن الوصول لمدارس الريف كان “في غاية الصعوبة” قبل اشتداد أزمة المحروقات، “لكن اليوم بات شبه مستحيل”.

وتشير إلى أنه هناك باص حكومي يتجه إلى مناطق في شمال حلب ككفر حمرة والليرمون وحريتان، ولكن يتحتم عليها التواجد في الساعة السابعة صباحاً وسط المدينة بالقرب من ساحة سعد الله الجابري.

لذا تضطر للخروج من منزلها في الساعة 6 صباحاً، لكي تحظى بمكان في ميكرو باص أو وسيلة نقل من حييها إلى وسط المدينة، “بهذه الأوقات من النادر أن نجد وسيلة نقل عام في حينا وإن وجدت فلا مكان لموطئ قدم من شدة الازدحام”.

وحتى إن نجحت في الوصول إلى لمكان انطلاق باص الريف والمنطقة الشمالية، “فغالباً لا أجد مكاناً لي داخله هذا في حال كان الباص متواجداً ولم يكن معطلاً أو متوقفاً بسبب الوقود كما حاله هذه الأيام”.

إعداد: جورج سعادة- تحرير: سوزدار محمد