لاجئتان من عفرين وسري كانيه.. تشابه المأساة والمصير

دهوك- NPA

بعد هجرة بعض سكان مدن الشمال السوري إلى مخيمات إقليم كردستان العراق, تجاورت العوائل اللاجئة من المدينتين عفرين ورأس العين/سري كانيه في مخيم "بردا رش"؛ الواقع وسط هضابٍ متناثرةٍ  شمال مدينة الموصل بمسافة / 35 /كيلومتراً.

تجلس السيدة العفرينية أم عادل مع جارتها أم عكيد من مدينة رأس العين/سري كانيه بجانب خيمتها في وسط المخيم, ولفحات نسيم أواخر الخريف البارد تُربِكُها في الكلام, وهي تتحدّث لـ "نورث برس" عن مأساة أسرتها في اللجوء والهروب من القتال والقصف الشرس الذي أطاح بمدينتها.

تقول أم عادل" هربنا بثوبنا, ولم نحمل معنا مستلزماتنا وأوراقنا, هربنا لأن القصف كان رهيباً", تتوقف عن الكلام؛ كأنّها لا توَّد التعمق في الحديث, وتضيف بتنهّدٍ "لقد قُتل جارنا الذي بقي خلفنا".

وتشدّ أم عادل كفتّيْ يديْها على حبل الخيمة, وهي تنظر إلى مغيب الشمس بتحسّرٍ, بينما تبدأ جارتها أم عكيد التحدّث لـ "نورث برس" قائلة "نحن أيضاً واجهنا الصعوبة نفسها, لقد خرجنا من مدينتنا والقصف كان مستمراً على المدينة, بقي كل شيء خلفنا كذكرى أليمة جداً".

تتحسّر أم عكيد على عدم حملها الأشياء التي كانت تتمنى أن تحملها عند الهروب من القصف "تمنيت لو أحمل ألبوم صورنا, إنها ذكرياتنا التي ستحترق خلفنا".

تتبادل السيدتان اللاجئتان أطراف الحديث الحزين عن المدينتين المحتلتين, وهما تحضنان صغارهما, فتتساءل أم عادل "وما ذنب هؤلاء الأطفال الصغار, وما مصيرهم؟".

يسكن في مخيم "بردا رش" في إقليم كردستان العراق أكثر من/ 12/ ألف لاجئ من مدن شمالي سوريا, ويغادر العشرات من اللاجئين مخيم "بردا رش" عائدين إلى منازلهم في مدن شمالي سوريا؛ وهم الذين لم يأتوا من مناطق النزاع المباشر, بينما اللاجئون من منطقتي رأس العين / سري كانيه وعفرين؛ كأم عادل وأم عكيد, لا يفكرون بالعودة إلى البلدين المنهوبين,  واللذين تحولا بفعل القصف التركي إلى ركامٍ مهجورٍ.