منبج – نورث برس
استطاعت ابتسام أن تمارس حياتها بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من منبج، والتحقت الشابة بوظيفة كان محرماً عليها إبان سيطرة التنظيم.
تقول ابتسام عبد القادر (37عاماً) من سكان منبج، إنها ونساء المدينة استطعن ممارسة حياتهن بعد أن نعمت المنطقة بالاستقرار والأمان، لكن هجمات تركيا وقصفها لقرى منبج يؤرقها خشية عودة “داعش” مرة أخرى.
وتتخوف نساء في منبج من عودة سيطرة “داعش” على المنطقة وإعادة فرض قوانينه “الصارمة”، إذا ما نفذت تركيا العملية البرية التي تلوح بها.
وتأتي مخاوف هؤلاء وسط توثيق منظمات حقوقية انتقال عناصر من بينهم قيادات من الصف الأول من تنظيم الدولة إلى فصائل معارضة موالية لتركيا.
وفي حزيران/ يونيو العام الماضي، نشرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تقريراً تحت عنوان “انتهاكات بلا محاسبة.. من الدولة الإسلامية إلى الجيش الوطني السوري”، تضمن توثيق انتقال 27 عنصراً من “داعش” إلى فصائل موالية لتركيا وتنتشر في مناطق مختلفة من شمالي سوريا.
والعام الماضي، كشفت صور ومقاطع فيديو بثت في مدينة سري كانيه (رأس العين) عن ظهور علني لعناصر تنظيم “داعش” لأول منذ إعلان تدمير الخلافة في آخر معاقله بمدينة الباغوز بريف دير الزور في آذار/ مارس 2019.
ورفع متظاهرون وعناصر من فصائل المعارضة السورية المسلحة في مدينة سري كانيه ، علمي تنظيمي “داعش” و”النصرة” أثناء مسيرة منددة بتصريحات الرئيس الفرنسي حول الإسلام وحرية التعبير.
وأظهرت المقاطع العشرات من عناصر التنظيم وهم يرفعون رايات “داعش”، ويرددون أناشيد الخلافة ويرفعون دعوات الانتقام، وذلك ضمن حملة تحريض واسعة تقودها تركيا ضد فرنسا.
مخاوف نساء منبج ازدادت بعد تعليق قوات سوريا الديمقراطية، عملياتها ضد “داعش”، وازدياد نشاط خلايا التنظيم في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وفي الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت “قسد”، تعليق عملياتها ضد خلايا “داعش”.
وبعد أسبوع فقط من تعليق “قسد” لعملياته ضده، نشر التنظيم، عبر معرفات مقربة منه صوراً لعناصره حاملين أسلحة وبقرب مدرعات رباعية الدفع وأسلحة خفيفة ومتوسطة في سوريا.
ويزيد خطر عودة التنظيم، مخاوف نساء منبج، في ظل ما عانوه في فترة سيطرته على بعض المناطق، وفرض أحكامه وأعرافه.
الأمر ذاته يثير مخاوف فاطمة عبيد، من سكان منبج، وتقول إنهن عانين كثيراً قبل “تحرير منبج من ظلم واضطهاد داعش، مارسوا اضطهاداً وفرضوا قوانينهم بشكل أساسي على النساء”.
وساعد القصف التركي الذي استهدف محيط مخيم الهول في الحسكة، التنظيم على زيادة نشاطه حيث حاولت عائلات الفرار من المخيم.
وفي الثلاثين من الشهر الماضي، أعلن مكتب شؤون العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، عن حالة تأهب واستنفار، عقب ورود معلومات تفيد باحتمالية شن هجوم من قبل خلايا “داعش”على سجن يحتوي عناصره في القامشلي.
واستطاعت فاطمة منصوري من سكان مدينة منبج، أن تؤسس لحياة آمنة ومستقرة في منبج بعد نزوحها، حين هربت من القصف.
وتشير إلى أنها عايشت فترة سيطرة تنظيم “داعش على منبج، وشهدت مناظر الرعب والقتل والعنف الذي مارسه التنظيم، ولا تتمنى عودة تلك الحقبة.
ولا تفرق نساء في منبج بين عناصر تنظيم “داعش” وعناصر الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، إذ أنهن يرين أنهما “وجهان لعملة واحدة”.
وتقول “منصوري”، وهي نازحة من دمشق، “يكفينا حرب فقد عانينا من التهجير ولم يعد لدينا القوة لمعاناة جديدة، فأكثر أهالينا ماتوا من القصف والقتل الذي عشناه طوال فترة الحرب”.