تحكم تحرير الشام بالكهرباء يجبر مزارعين في إدلب على استخدام الطاقة البديلة

إدلب بهاء النوباني

في أرضه الزراعية الواقعة شرقي مدينة بنش أربع كيلو متر شرقي إدلب شمال غربي سوريا، ينهمك رؤوف سميسم (43 عاماً) في تجهيز القواعد الحديدية لتركيب ألواح الطاقة الشمسية في أرضه الزراعية.

وأصبحت أسعار الكهرباء التي تفرضها حكومة “الإنقاذ” الجناح المدني لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) مرهقة للمزارعين في مناطق إدلب؛ بعدما ارتفعت لأضعاف ما كانت عليه، ليكون المزارع هو الخاسر في كل ذلك.

ووفقاً لمزارعين، فإن أسعار الكهرباء قبل نحو عام ونصف كانت جيدة ومقبولة.

ويضيف “سميسم”، أن وصول سعر كيلو الكهرباء “شكل مصدر قلق ورعب لكافة المزارعين”.

خياران أحلاهما مر

وبدأ “سميسم” منتصف تشرين الثاني / نوفمبر الفائت، بتصنيع القواعد الحديدية وشراء ألواح الطاقة الشمسية، وذلك على الرغم من التكلفة العالية لها والتي تتجاوز العشرة آلاف دولار أميركي، “ليس لدي  خيار آخر”.

 ويشير “سمسم ” إلى أنه لجأ إلى استخدام الطاقة الشمسية  لاستجرار المياه لري المحاصيل الزراعية في أرضه التي تبلغ نحو 150 دونماً “بعد الارتفاع الكبير الذي طرأ على  أسعار الكهرباء”.

ويقول إن هذه الفكرة راودته منذ نحو عامين، ولكنه أحجم عنها في ذلك الحين عندما انتشرت أنباء عن نية الهيئة استجرار الكهرباء من تركيا إلى إدلب، “ذلك جعلني أتراجع كونها أفضل حيث كانت أسعارها آنذاك جيدة”.

وكانت شركة الكهرباء المعروفة باسم غرين إنيرجي التابعة لهيئة تحرير الشام، رفعت منتصف آب/ أغسطس الفائت، أسعار الكهرباء المنزلية والتجارية.

وارتفع سعر الكيلو واط المنزلي من 0.20 دولار أميركي إلى 0.24 أي نحو أربع ليرات تركية (1200 ليرة سورية)، وسعر الكيلو واط التجاري من 0.24 دولار أميركي إلى 0.27 أي نحو ست ليرات تركية، (1800 ليرة سورية).

وجاء رفع الأسعار دون أن تعلنه الهيئة بشكل رسمي على صفحتها، وهو ما تقوم به تحرير الشام بشكل دائم، وفقاً لرصد شبكة مراسلي نورث برس في إدلب.

تكاليف باهظة

عاد المزارع حافظ المصطفى (49 عاماً) وهو من مزارعي بلدة سيجر بسهل الروج غربي إدلب، لاستخدام الطاقة الشمسية.

ويقول: “كنت قد تخليت عنها عند وصول الكهرباء التركية العام الفائت، لكنها سرعان ما تحولت إلى كارثة بالنسبة لمعظم المزارعين”.

وتبلغ تكلفة ساعة الري بالاعتماد على الكهرباء أكثر من 20 دولاراً أميركياً وأي محصول يحتاج لنحو 100 دولار من أجل سقايته أو أكثر “ذلك بحسب الوقت المحدد لري كل محصول، وفي السابق كانت تكلف ساعة الكهرباء ما يقارب الـ10 دولار”، بحسب “المصطفى”.

وبسبب تلك التكاليف المرتفعة فضل المزارع الأربعيني استخدام الطاقة الشمسية، “تعمل في فصل الشتاء 8 ساعات متواصلة إذا كانت الشمس ساطعة، أما في الصيف فتعمل مدة 13 ساعة متواصلة”.

ولم يخفِ “المصطفى” استيائه مما آلت إليه الأوضاع، ويقول إن الشركة المحتكرة  للكهرباء، “قامت على مدار عام ونصف برفع الأسعار أكثر من عشر مرات دون أي حجة مقنعة”.

ويرى الأربعيني أن المزارع هو “الخاسر الأكبر” من كل ما يجري. “كل شيء بات سعره أضعاف ما كان عليه في السنوات الماضية، نتيجة الضرائب التي تفرض على إدخال الأسمدة والأدوية والبذور والمحروقات عبر الحدود واليوم الكهرباء وغيرها”.

وتختلف أسعار الألواح المستعملة المتوفرة بكثرة في أسواق إدلب بحسب جودة اللوح ومقاسه، إذ تتراوح بين 40 و55 دولاراً.

ويتراوح عمرها بين سنة إلى خمس سنوات، بينما تتراوح أسعار البطاريات المشغلة بين 150 و300 دولار أميركي.

إعداد: بهاء نوباني – تحرير: فنصة تمو