بعد يومٍ دامٍ.. هدوء حذر في مدينة السويداء

غرفة الأخبار – نورث برس

تشهد مدينة السويداء، جنوبي سوريا، صباح الاثنين، هدوءاً حذراً بعد يوم دام، شهد احتجاجات قُتل وأصيب على إثرها عدد من الأشخاص.

وقالت مصادر محلية، لنورث برس، إنه “سيتم اليوم تشييع مراد المتني الذي قضى برصاص عناصر الأمن أمس الأحد”.

وأضاف المصدر، إنه “إلى الآن لا توجد أي دعوات جديدة للاحتجاجات ولكن سيتم تجديد المطالب خلال مراسيم التشييع”.

وأمس الأحد، اقتحم عشرات المحتجين في مدينة السويداء مبنى محافظة السويداء وأضرموا النار بوثائق وأثاث المبنى.

وجاءت الاحتجاجات بعد دعوات مستمرة لعدة أيام للخروج بسبب الواقع الاقتصادي المتردي والإهمال الحكومي.

وخرج العشرات من سكان مدينة السويداء في احتجاج رفعت شعارات تناولت الكهرباء والمحروقات في ساحة المشنقة وسط المدينة.

وتطور الاحتجاج ليقتحم المحتجون مبنى محافظة السويداء، ويضرموا النار ببعض المكاتب ويكسروا محتوياته.

ضحايا

وقتل شخص وأصيب آخرون في المواجهات التي حصلت بين المحتجين والقوات الأمنية في محيط مبنى محافظة السويداء.

وقالت مصادر محلية، لنورث برس، إن “الأجهزة الأمنية أطلقت النار على المحتجين الذين ردوا بإطلاق النار وسط أنباء عن وقوع جرحى من الطرفين”.

وقالت مصادر محلية لنورث برس، إنّ “القوات الأمنية في مبنى قيادة الشرطة أطلقت الرصاص الحي على محتجين بشكل مباشر، مما أدّى لسقوط ضحايا”.

وأضافت أنّ “إطلاق النار أدّى لمقتل الشاب مراد المتني، من سكان السويداء، وإصابة خمسة آخرين على الأقل، نُقلوا جميعاً إلى المشفى الوطني في المدينة”.

فيما قالت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، في بيانٍ لها، أن عنصراً من قواتها قُتل في الاشتباكات التي دارات المدينة.

تضامن

وأعربت قوى سياسية سورية عن تضامنها مع محتجين في السويداء، منتقدين سياسة القمع التي تنتهجها الحكومة السورية إزاء المطالب المشروعة.

وانتقدت إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، تعامل الجهات الأمنية مع مطالب المحتجين بالقول: “لا تزال آلة النظام الأمنية تفتك بحياة السوريين”.

وأعربت عن تضامنها مع مطالب المحتجين، مضيفةً “ندعم الأخوة الدروز بمطالبهم لسبل العيش”.

وأشارت السياسية السورية إلى واقع المعيشة والحكم في مناطق سيطرة الحكومة السورية، مذكرة بأنّ السويداء هي نموذج حي في سوريا.

ودعت حكومة دمشق إلى وقف العنف ضد المحتجين و”قمع المظاهرات السلمية”.

وبدوره، أعلن الائتلاف السوري المعارض في بيان، عن دعمه وتأييده للاحتجاجات في السويداء واصفاً إياها بـ”الانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد”.

وحمّل حكومة دمشق مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية في السويداء، نتيجة سياساتها التي سلّمت “موارد البلاد للاحتلالات التي جلبها لقتل الشعب السوري وقمعه”، بحسب ما جاء في البيان.

وأشار إلى أنَّ مطلب إسقاط النظام الذي رفع في احتجاجات السويداء، تُظهر “رغبة الشعب السوري بالحرية والخلاص من النظام المجرم” والتأكيد على أنَّ “نظام الأسد غير شرعي ولا يمثل السوريين”.

تعزيزات وتوَعّد

وتوعدت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، أمس الاحد، المحتجين بالقصاص ووصفتهم “بالخارجين عن القانون”، في وقت أرسلت فيه تعزيزات عسكرية إلى المحافظة.

وأصدرت الداخلية السورية بياناً كشفت فيه تفاصيل الأحدث التي تعرضت لها مرافق حكومية في السويداء، وتوعدت فيه المحتجين بالقصاص.

وقالت الوزارة في بيانها، إنها “ستلاحق الخارجين عن القانون، وستتخذ الإجراءات القانونية بحق كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار السويداء”.

وخرجت عشرات السيارات العسكرية، محملة بالجنود من محافظة درعا باتجاه محافظة السويداء بالتزامن مع الاحتجاجات التي تشهدها المحافظة.

وقالت مصادر محلية في درعا، لنورث برس، إنهم “شاهدوا تعزيزات عسكرية خرجت من مقر اللواء 12 المتواجد في مدينة ازرع شمالي درعا، وتوجهت إلى محافظة السويداء”.

وأضافت أنَّ “التعزيزات تضمنت سيارات مُحملة بعشرات الجنود إلى جانب ما يقارب من خمس سيارات دفع رباعي تحمل رشاشات ثقيلة مضادة للطيران”.

ويبعد مقر اللواء 12 عن السويداء بنحو 14 كيلو متراً، ويعتبر أحد أكبر الألوية التابعة للفرقة الخامسة، ويحتوي على عدد كبير من العناصر والآليات العسكرية الثقيلة.

إعداد وتحرير: محمد القاضي