مسؤول في الإدارة الذاتية: كارثةٌ إنسانيةٌ تجري بشمال شرقي سوريا والمنظمات الدولية تعاملت ببرودٍ كبيرٍ
عين عيسى – عدنان منصور – NPA
قال خالد إبراهيم مدير مكتب المنظمات في إقليم الجزيرة، إنّ أكثر من /300/ ألف نازح اضطروا لترك منازلهم بسبب الاجتياح التركي لأراضي شمال سوريا، ويعيشون في ظروفٍ إنسانيةٍ صعبةٍ في ظل نقصٍ شديدٍ للإمكانات والمواد المعيشية والأدوية وتقاعس الأمم المتحدة في القيام بمهامها الإنسانية.
وقال إبراهيم في تصريحٍ لـ"نورث برس"، إنّه "مع بدء عملية الغزو التركي للأراضي السورية بتاريخ 9 تشرين الأول / أكتوبر والتي اُستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دولياً، بدأت موجات نزوح المدنيين من أماكنهم بسبب التهديدات التركية ومجموعاتها المسلّحة لهم بالقتل والذبح".
ووفق مكتب شؤون المنظمات، نزح من إقليم الجزيرة أكثر من /125/ ألف مدني من بيوتهم، وأغلبهم توجهوا إلى مدينة الحسكة، لأنّها تبعد عن الحدود التي كانت محلّ الهجمات.
كما بلغ عدد النازحين الكلي في مناطق شمال شرق سوريا أكثر من /300/ ألف نازح.
وقال إبراهيم، إنّ مشاهد نزوح النساء والأطفال والشيوخ، "كارثةٌ إنسانيةٌ وتحمل معها تحديّاتٍ صعبةً جداً".
وأضاف أنّ وكالات ومنظمات الأمم المتحدة تعاملت مع هذه الأزمة الإنسانية "ببرودٍ كبيرٍ" ولم تتحرك وفق المطلوب لإغاثة المدنيين ومساعدتهم.
ونوّه إلى أنّ هذه المنظمات "بدأت تتحرك منذ يومين فقط وقدمت بعض المساعدات"، معتبراً إياها "لا تساوي حجم الكارثة الإنسانية التي حدثت في شمال شرق سوريا".
خالد إبراهيم شدّد على أنّ "من يساعد هؤلاء النازحين هم المنظمات والمؤسسات المحلية في الشمال السوري، ولكن إمكاناتهم ومصدرهم المادي ضعيف جداً".
وحول انتشار النازحين في الجزيرة قال إبراهيم، إنّ مدن الدرباسية وتل تمر دخل النازحون فيها إلى أكثر من /80/ مدرسة والتي تأوي كل واحدةٍ منها /50/ عائلةً على الأقل.
وأردف بأنّه في مدينة الحسكة أيضاً اضطرا النازحون إلى الاستقرار في أكثر من /62/ مدرسة حالياً، وتحت ظروفٍ معيشيةٍ صعبةٍ جداً، "إذ تفتقر المدارس إلى أقل الإمكانات من الطعام واللباس والتدفئة".
وأضاف أنّ مدينة الحسكة تعاني من نقصٍ حادٍ وصعوبةٍ في الحصول على المياه، بعد أن تعرضت محطة المياه في قرية علوك التابعة لمدينة رأس العين / سري كانيه، للقصف من قبل الدولة التركية ومجموعاتها المسلّحة، كما أنّها تبعد عن الحدود مع تركيا مسافة /5/ كلم لذلك يصعب الوصول إليها، مما يزيد من أزمة النازحين.
وبيّن مدير مكتب المنظمات، أنّ عدد الأطباء والطاقم الطبقي قليلٌ جداً، ويعاني الأطفال من أمراضٍ مزمنةٍ، وهناك أمراض سرطان، وكذلك حالاتٌ نسائيةٌ كثيرةٌ في المدراس التي دخلها النازحون، مؤكّداُ في قوله: "إذ نصادف كل يومٍ نساءً يلدن داخل المدارس في هكذا ظروف".
ووفق ما أكّده إبراهيم فإنّ هذه الحرب شهدت ظهور أمراضٍ نفسيةٍ يجب معالجتها، فيما أضاف مدير مكتب المنظمات أنّ الحرب أثرت بصورةٍ كبيرةٍ على العملية التربوية في المنطقة..
وأوضح أنّ المدارس توقفت تماماً عن التعليم ويوجد حوالي /100/ ألف طالب توقفوا عن الذهاب إلى مدراسهم، و/14/ ألف مدرّس ومدرّسة لا يستطيعون ممارسة عملهم.
وأوضح أنّهم يعملون الآن على إنشاء مخيمٍ في قرية التوينة، شمال غربي الحسكة، لاحتواء /25/ ألف عائلة، وكذلك احتواء بعض العائلات في مخيم نوروز قرب مدينة المالكية / ديريك، وذلك لتخفيف حدة هذه الأزمة الإنسانية.
وقال إبراهيم في نهاية حديثه، إنّ الإمكانات المتوفرة لدى الإدارة الذاتية "ضعيفةٌ جداً"، وهي تحاول أن تساعد النازحين وتحتوي هذه الأزمة والكارثة الإنسانية، ولكن يجب على المنظمات الدولية ولجان الأمم المتحدة "أن تعمل بطاقةٍ كبيرةٍ في مناطق شمال شرق سوريا لتخفيف معاناة المدنيين".