بين النزوح وأمل العودة.. نازحو رأس العين يروون مأساتهم من مأواهم في الحسكة
الحسكة – أفين شيخموس – NPA
لم يعد لأهالي مدينة رأس العين / سري كانيه النازحين من مناطق متفرقة، مكان يؤويهم سوى المدارس ومنازل ذويهم، وبعض المنازل المستأجرة على عَجَل.
إذ لم يترك الهجوم التركي الذي انطلق في التاسع من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، مجالاً أمام السكان، سوى الفرار من المدينة التي انسحبت منها قوات سوريا الديمقراطية أمس الأربعاء، بعد أن دمرت تركيا ما دمرته من المدينة التي هاجمتها القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة المدعومة منها.
إحدى النازحات من مدينة رأس العين / سري كانيه، قالت لـ"نورث برس"، إنهم تعرضوا "لقصف الطيران التركي وخرجنا من المدينة، بعدها شاهدنا بيوتنا على التلفاز في البث المباشر وقد دمرها القصف".
وأضافت السيدة: "لا ندري ما جرى غير ذلك، وحاليا ليس لنا خيار غير البقاء في هذه المدرسة".
في حين أكدت السيدة فاطمة حمو منصور، وهي نازحة من الحسكة، أن منزلها تعرض للقصف ما تسبب بنزوحهم، وأضافت "نحن الشعب الكردي لا أحد يهتم بنا، وأصبحنا كالكرة التي تتلاعب بها الدول، لتحقيق مصالحها، ولم يبقى لنا مكانٌ وأرضٌ تأوينا".
وتابعت: "تعرض منزلي للقصف لا أدري بصاروخٍ أم بقصف الطيران وتعرض لدمارٍ كبيرٍ، وكذلك كثيرٌ من الأهالي نزحوا خوفاً من القصف إلى هذه المدرسة".
ولفتت قائلة: "نحن الكرد لا صديق لنا، رغم أننا شعب يريد السلام والتصالح، ماذا يمكننا أن نقول غير أن وكّلنا أمرنا إلى الله، ونأمل أن لا تذهب دماء الشهداء سدىً، وكل الدول تدعم أردوغان ولا أحد يدعمنا، وكل وعودهم لنا فارغة".
وختمت قائلة: "لا أمل لنا سوى أن نتحد كشعب كردي في الأجزاء الأربعة لكردستان، ونتوكل على الله الذي لن يتخلى عنا".
وبين النزوح وأمل العودة، يعيش سكان مدينة رأس العين، حالة مأساوية في ظل غياب المنظمات الإنسانية عن تقديم المساعدات، فيما تعمل المبادرات الأهلية على إسعاف النازحين بما يتم جمعه من خلال حملات إغاثة.